وعيا منه بالدور الذي تلعبه الأحزاب السياسية في تخليق الحياة العامة والسياسية والبرلمانية ولِكَون هذا التخليق يُعد مسؤولية وطنية وضرورة مجتمعية اختار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن يَحمل مؤتمره الإقليمي ببرشيد المُنعقد مساء اليوم السبت 2 مارس برئاسة كاتبه الأول إدريس لشكر شعارَ “تخليق الحياة السياسية مدخل أساسي لتنمية الإقليم”، وذلك من أجل القطع مع مختلف أشكال العبث والفساد، وبهدف العمل على إيجاد برنامج عمل واضح بأبعاد اجتماعية واقتصادية تستجيب لإحتياجات الساكنة وتساهم في تطوير المنطقة في إطار الجدية لمحاربة العشوائية التي يتخبط فيها الإقليم.
وقد أوضح الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، في تصريح له على هامش أشغال المؤتمر، أن هذه المحطة التنظيمية التي تأتي في إطار الدينامية التي تعرفها التنظيمات الحالية، تعد محطة من المحطات الأساسية لتواجدها على مشارف الدار البيضاء أكبر مدينة في المغرب وبالتالي لا يجب أن يستوعب سلبياتها بل أن يستفيد من إيجابياتها، مشيرا إلى أن هذا الاستيعاب السيء يتجلى في كَون هذا الإقليم الذي يتوفر على مختلف فضاءات ومجالات التطور التنموي التي بواسطتها يمكن القضاء على العطالة والبطالة، يعرف نسبة بطالة مرتفعة والمستفيد من كل هذه المشاريع هي مناطق الجوار، أي أن مدينة الدارالبيضاء تستفيد من إقليم ناشئ مثل برشيد إلا أن الإقليم لم يستفيد من قربه للعاصمة الإقتصادية والمطار والمنشآت والمنجزات الكبرى ومن قربه حتى من إقليم بنسليمان خاصة وأن المغرب على مشارف تنظيم كأس العالم، مشددا على أن كل هذه الأمور يجب يكون لها أثر إيجابي على أبناء وبنات الإقليم قائلا :” مع كامل الأسف الإخراج الذي تم في الانتخابات الأخيرة أدى إلى أن من يعاقَب هم أبناء هذا الإقليم بسبب أن داخل القيادات المحلية وقع تمرد على القرار المركزي الذي كان فيه توزيع الغنيمة، وبالتالي من يدفع الثمن هو ساكنة برشيد”.
وشدد القيادي الإتحادي أن إقليم برشيد الذي عرف تطورات كبرى منذ عهد حكومة التناوب ما جعله يجمع بين الصناعة والفلاحة حيث يضم مراكز حضرية أساسية في حوالي أربع جماعات من أصل 22، يعاني مما تُنتجه الانتخابات المحلية ما أحدث تناقضا مع التوجهات المركزية الوطنية، على اعتبار أن إقليم كبرشيد الذي صعدت فيه صناعات أساسية ومناطق صناعية يوجد بها مشاريع صناعية كبرى يمكن أن ترقى إلى الحاجة الوطنية، قبل أن يضيف قائلا :” لكن مع كامل الأسف على مستوى التدبير المحلي لازال الإقليم بعيدا وفي إطار هذا التدبير المحلي إذا كان المغاربة يعانون مما سمي بالتغول فنحن لاحظنا أن ذلك التغول لم يتمكن من الانسجام في هذا الإقليم ويبقى في سياق التوزيع كما حدده ما أدى إلى معاقبة أبناء وبنات هذا الإقليم”.
كما أشار إدريس لشكر في حديثه، إلى المستشفى الوطني للأمراض العقلية ببرشيد الذي يتواجد به عدد كبير من المرضى في مقابل نقص الأطباء مقارنة بالسابق بسبب التقاعص عن إحداث مناصب شغل جديدة، لتكون هنالك إدارة ومرضى وفي جانب آخر غياب المتابعة الطبية، معتبرا أن نفس القياس يمكن إيجاده في قطاعات أخرى كالتعليم حيث تم إحداث نواة جامعية لم يتم تطويرها أو مواكبتها وأيضا قطاع الصحة والمستوصفات وغيرها، وفي المقابل لازالت ساكنة الإقليم تدفع ثمن الإخراج الذي تم بالنسبة للجماعة وانقلاب القيادات المحلية بالإقليم على القرار المركزي فيما يتعلق بمن يُسيِّر الجماعة، الشيء الذي كان له آثار سيئة على الحياة اليوميةلمواطني ومواطنات برشيد.
من جانبه شدد الكاتب الإقليمي سعيد بوكطايا على أن اللقاء الذي يأتي في إطار المؤتمر الثالث لأقليم برشيد والمحطة التنظيمية السادسة داخل جهة الدار البيضاء سطات، يُعد فرصة للقاء مناضلي ومناضلات وساكنة إقليم برشيد أولا من أجل إعادة تجديد الكتابة الإقليمية وكذلك من أجل إعطاء انطلاقة لتجديد الهياكل التنظيمية المحلية، وأيضا مناسبة لإثارة بعض القضايا والمشاكل المطروحة على الإقليم وخاصة الفلاحة.
وقال بوكطاية “نحن إقليم فلاحي وهنالك مشاكل، ونحن الآن في مرحلة يعرف فيها المغرب أصعب مراحل الجفاف، نريد أن ندق ناقوس الخطر وننبه المسؤولين على مستوى الحكومة من أجل إلقيام بإجراءات استباقية للحد من كارثة الجفاف كذلك مدينة برشيد هي مدينة صناعية فهي تضم 4 مناطق صناعية كبرى، تشكل دافع كبير للاقتصاد الوطني واقتصاد الجهة لكن حتى هذه المناطق الصناعية تعرف مشاكل وتحديات كبيرة، وتوجد بعض الوحدات الصناعية غير المهيكلة يجب البحث عن حلول لها لكي تساهم أولا في در مداخل ضريبية للجماعات المحلية، وكذلك أن تدخل في إطار كل ماهو قانوني ومُهيكل”.