الثلاثاء 12 مارس 2024 أول أيام رمضان و هذا هو السبب…
محمد اليزناسني
الجمعة 8 مارس 2024 - 22:24 l عدد الزيارات : 19901
منذ خلق الله تعالى الأرض والسماوات، والشمسُ والقمر آخذان بالدوران في نظام أبدي دقيق لا يشوبه خطأ، وذلك كما قرر لهما الله عز وجل في قرآنه (الشمس والقمر بحسبان)، فالقمر الذي هو مجرد جرم سماوي كروي يدور حول الأرض كل 29.53 يوماً بما يعرف بالدورة الاقترانية أو كل 27.32 يوما وهي فترة الدورة النجمية له حول الأرض. ويقابل القمرُ الشمسَ دوماً بنصفٍ مُضاء، ويكون نصفه الآخر دوماً مظلماً إلا في حالتي الخسوف الكلي والجزئي حين يكتمل ظلامه أو يكاد.
وفي الوقت الذي يدور القمر فيه حول الأرض يتشكل له ما يعرف بأطوار القمر التي هي عبارة عن ذلك الجزء المرئي من النصف المضاء للقمر كما يراه أهل الأرض. فإذا وقع القمر أمام الشمس مباشرة فإننا لا نرى من نصفه المضاء شيئاً فيسمى حينها القمر محاقاً، ولكنه بعد سبعة أيام سيكون ناحية الجنوب وسنرى من النصف المضاء نصفه (نصف النصف أي ربع القمر) وهو ما يعرف بطور التربيع الأول، في حين أنه بعد 14 يوماً سيكون مواجهاً للشمس من ناحية الشرق وسنرى كل النصف المضاء بما يعرف البدر.
وحيث إن حسابات الفلك دقيقة كل الدقة حتى أجزاء الثانية الواحدة، فإن المشكلة التي لا تزال الأمة العربية والإسلامية تعيشها في اختلاف مواعيد بدايات الأشهر الهجرية لأكثر من يومين يمكن أن تحسم علمياً إذا ما عرفنا كيف نستغل هذه المعرفة العلمية وإخضاعها للتعريفات الشرعية ذات العلاقة.
عدم تقاطع أي من أقواس الرؤية الثلاث الملونة مع الدول العربية، يعني عدم إمكانية رؤية الهلال ولا حتى بالتلسكوبات
رمضان 2024 م / 1445 هـ .. هل يتوحد الصائمون؟
يتولد هلال رمضان 1445 هـ/ 2024 م ظهر يوم الأحد 10 مارس في تمام الساعة 12:01 بتوقيت مكة المكرمة، ويغيب يومها (في مكة المكرمة) بعد غروب الشمس بـ13 دقيقة فقط، ما يعني عدم إمكانية رؤيته أو رصده في ذلك اليوم ولا حتى بأي نوع من التلسكوبات (انظر الخريطة في الأسفل)، وذلك لضآلة قوس نورالهلال وقربه من الأفق الغربي الملوث -عادة- بالغبار وأدخنة العادمات (الضبخن) والتي تتسبب -كما هو معلوم- بامتصاص أشعة قرص الشمس وقت الغروب فتتيح لنا رؤية الشمس بلا حاجة إلى فلاتر ومرشحات ضوئية.
فإذا كانت هذه الملوثات قادرة على طمس وامتصاص ذلك الوهج الهائل والقوي لقرص الشمس، فمن باب أولى أن تمنع وصول نور هلال ضئيل يستمد أشعته من بعض أشعة الشمس الساقطة على حافته الغربية الغائرة في بحر الغلاف الجوي السميك فوق الأفق الغربي.
أما يوم الإثنين 11 مارس 2024، فسيكون الهلال مرئيا بوضوح بعيد الغروب في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وعليه، فمن المحتمل أن تبدأ جميع الدول العربية والإسلامية الصوم يوم الثلاثاء 12 مارس 2024، ما لم يخرج من يدعي رؤية الهلال قبل ذلك فتعلن بلده رمضان يوم الإثنين.
و في المغرب أفاد باحث في علم التوقيت، تعذر رؤية هلال شهر رمضان المبارك ليلة 29 شعبان 1445 هجرية الموافق 10 مارس، بالنظر لمعطيات الحساب الفلكي، وبالتالي سيكمل شهر شعبان الثلاثين يوما؛ وذلك نظرا لنقصان جميع المعايير المطلوبة للحكم بإمكانية رؤية الهلال.
و أضاف الباحث بأنه انطلاقا مما سبق عرضه يتضح أن الرؤية ستكون ممتنعة لكون المعطيات المتوصل إليها لا تصل إلى الحد الأدنى المطلوب للحكم بإمكانية الرؤية؛ وعليه فإن فاتح شهر رمضان المبارك سيوافق 12 مارس 2024 م.