خنيفرة تخلد الذكرى 19 للمبادرة الوطنية بتقوية العرض الصحي للأم والطفل ودعم الأجيال الصاعدة والفئات الهشة
أحمد بيضي
السبت 18 مايو 2024 - 19:05 l عدد الزيارات : 39212
أحمد بيضي
احتفت “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، بخنيفرة، على مدى يومي الجمعة والسبت 17 و18 ماي 2024، بالذكرى ال 19 لانطلاقتها، عبر تنظيم مجموعة من الأنشطة التي استهدفت في مجملها تعزيز العرض الصحي لفائدة الأم والطفل، وتزويد الساكنة القروية بالماء الصالح للشرب، تمهيدا للقاء موسع جرى تنظيمه بمقر عمالة الإقليم لاستعراض منجزات المبادرة خلال مرحلتها الثالثة، فيما سعى موضوعها، هذه السنة، إلى تحسيس عموم الفئات المجتمعية والمتدخلين والشركاء بأهمية “الأيام الألف الأولى من حياة الطفل”، علاوة على تعبئة الفاعلين والشركاء والمتدخلين للانخراط الفعال في نجاح وضمان موضوعها.
وجاء اللقاء الذي احتضنه مقر عمالة الإقليم، يوم السبت 18 ماي 2024، تحت شعار “الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا”، فرصة افتتحها الكاتب العام للعمالة بكلمة سلط فيها المزيد من الضوء على حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية، بإقليم خنيفرة، خاصة منها البرنامج الرابع: “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، محور “صحة الأم والطفل”، وذلك بغاية الرفع من مستوى الوعي بأهمية 1000 يوم الأولى، وأهمية ولوج الأمهات والأطفال الخدمات الطبية قبل وبعد الولادة، وتعزيز التغذية والرعاية الصحية، وتنمية الطفولة المبكرة وتعميم التعليم الأولي، مع التخفيف من مظاهر التفاوتات، وهو ما حمله شريط فيديو تم عرضه بإخراج مهني احترافي.
ووفق المعطيات المعروضة من طرف ممثل القسم الاجتماعي بعمالة الإقليم، فقد ارتكزت المبادرة الوطنية في مرحلتها الثالثة على هدفين (تحصين مكتسبات برامج المرحلتين الأولى والثانية ويهمان البنيات التحتية والخدمات الأساسية الاجتماعية ومحاربة الهشاشة)، إضافة إلى أربعة برامج تهم في شموليتها “تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، الإدماج الاقتصادي للشباب والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، مع العمل الميداني على ما يهدف إلى التصدي المباشر بالسبل الاستباقية للمعيقات والأسباب الأساسية التي تواجه التنمية البشرية طيلة مراحل نمو الفرد”.
كما يهم البرنامج الرابع محور تنمية الطفولة المبكرة، ويرمي إلى الاستثمار في الرأسمال البشري منذ المراحل المبكرة للفرد، عبر المساهمة في تقوية نظام صحة الأم والطفل، من خلال “دعم تعميم خدمات الرعاية الصحية إبان مرحلة ما قبل الولادة وعند الولادة عن طريق توفير نظام للمساعدة من طرف أطر مؤهلة، والمساهمة في محاربة سوء التغذية لدى الأطفال عن طريق التحسيس والمساعدة”، ودعم تنميتهم على المستوى الدراسي والمعرفي والاجتماعي، مع الاعتماد على تعميم التعليم الأولي بالمناطق النائية والقروية الهشة، وتعزيز الوعي بأهميته لدى الأطراف المعنية مقابل وضع نظام مراقبة وتقييم لقياس النتائج والأثر”.
وعلاقة بذات البرنامج، تم استعراض ما يهم محور مواكبة الطفل والشباب، من خلال ثلاث أولويات لا تقل عن السعي إلى تقليص الهدر والإخفاق المدرسي (دعم تعميم دروس التقوية مجاناً، دعم إعادة الإدماج المدرسي وبرامج التربية غير النظامية، وتوفير البنيات والتجهيزات الأساسية مثل دور الطالب والطالبة والنقل المدرسي وغيرها)، وإلى مواكبة التلاميذ في مرحلة التوجيه (استهداف التلاميذ في السنوات النهائية، الملاءمة بين مؤهلاتهم ومسارهم الدراسية وبين متطلبات سوق الشغل)، ثم تعزيز الانفتاح (تسهيل الولوج للأنشطة الموازية، دعم إحداث المزيد من البنيات الثقافية والرياضية، وتعزيز الشراكات مع النسيج الجمعوي مع الحرص على جودة الخدمات).
وتم استعراض حصيلة انجازات المبادرة على صعيد الإقليم، ما بين 2019 و2023، سواء على مستوى البرنامج الأول المتعلق بتدارك الخصاص في ما يتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية (50 مشروعا بتكلفة إجمالية 43,81 مليون درهم – استفاد منها 77205 فردا)، والبرنامج الثاني المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة (81 مشروعا بتكلفة إجمالية 33,54 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها ب 28,54 مليون درهم – استفاد منها 13023 فردا)، والبرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (141 مشروعا بتكلفة إجمالية 94,97 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها ب 43,70 مليون درهم – استفاد منها 10639 فردا).
ثم البرنامج الرابع، المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، (199 مشروعا بتكلفة إجمالية 124,20 مليون درهم- ساهمت المبادرة فيها ب 103,70 مليون درهم – استفاد منها 250707 فردا)، ويتوزع على دعم التمدرس وتفتح الأطفال والشباب (62 مشروعا، استفاد منها 92595 فردا)، وتعميم التعليم الأولي بالوسط القروي (94 مشروعا، استفاد منها 1112 فردا) ثم صحة وتغذية الأم والطفل (43 مشروعا، استفاد منها 157000 فردا موزعين على خدمات القوافل الطبية، منظومة الصحة الجماعاتية، سيارات الإسعاف والوحدات المتنقلة، دار الأمومة والأطقم الصحية والغذائية.
وإلى جانب عرض عدد مشاريع دور الأمومة المحدثة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019/ 2023) ب (مريرت، كروشن، القباب، مولاي بوعزة، أجلموس، سيدي لامين، آيت إسحاق ووامانة)، وعددها 27 مشروعا بغلاف مالي إجمالي قدره 7781886,66، أشير لعدد المستفيدات من هذه الدور (4005 مستفيدة)، وعدد الأطفال حديثي الولادة بها (3995 طفلا)، مع إشارة لفترة انتشار وباء كوفيد و”قيام اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية خلالها بتوزيع مجموعة من الأطقم الصحية والغذائية لفائدة النساء والأطفال بشراكة مع الجمعيات المسيرة لدور الأمومة المذكورة”.
ذلك إلى جانب ذكر عدد الحملات التحسيسية (64)، والتي همت التعريف بدور الأمومة وبالوسيط الجماعاتي، ثم بأهمية الولادة تحت مراقبة المراكز الصحية، وبالرضاعة الطبيعية والتغذية، وكذلك بالتشخيص المبكر لسرطان الثدي، مع ذكر عدد سيارات الإسعاف الموزعة على دور الأمومة، وهي 7 بتكلفة إجمالية قدرها 3,18 مليون درهم، استفاد من خدماتها 12400 فردا، بينهم 7600 امرأة حامل، علاوة على عدد القوافل الطبية بمختلف التخصصات، وهي 14 قافلة بتكلفة إجمالية 2,45 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة ب 0,90 مليون درهم، مقابل بلوغ عدد المستفيدين منها 11776 فردا، والقيام بمجموعة من العمليات الجراحية بالمستشفى الإقليمي وفحوصات بالصدى.
وبخصوص توزيع الاستثمارات، تم ذكر أهم القطاعات المنجزة ما بين 2019 و2023، منها الماء الشروب (50 مشروعا بتكلفة إجمالية 43,81 مليون درهم)، التعليم (62 مشروعا بتكلفة إجمالية 75,44 مليون درهم ساهمت المبادرة فيها ب 56,49 مليون درهم)، التعليم الأولي (94 مشروعا بتكلفة إجمالية 32,6 مليون درهم)، الصحة (57 مشروعا بتكلفة إجمالية 29,84 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها ب 23,30 مليون درهم)، الإدماج الاقتصادي للشباب (68 مشروعا بتكلفة إجمالية 81,06 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها ب 32,05 مليون درهم)، المراكز الاجتماعية (67 مشروعا بتكلفة إجمالية 19,86 مليون درهم).
ومن جهته، تقدم مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بمداخلة أحصى فيها ما تم إنجازه في إطار القوافل المتنقلة من خدمات طبية (2019/ 2023)، ضمن البرنامج الأول والثاني والثالث، على مستوى المناطق القروية الأكثر هشاشة، والحملات الطبية والجراحية التي تمت بالمركز الإستشفائي الإقليمي، مع إبراز ما جرى دعمه بالأطر الطبية والتمريضية، سيما ما يهم صحة الأم والطفل، مع استعراضه لطبيعة جغرافية مناطق الإقليم، ومنها الصعبة على الولوج والأكثر تأثرا بموجات البرد، دون أن يفوت المتدخل الكشف عن عدد المستفيدات والمستفيدين من حملات الجراحة (130) خلال دجنبر 2022، ومن الفحوصات بالسكانير والصدى (983).
وقد قام عامل الإقليم، والوفد المرافق له، يوم الجمعة 17 ماي 2024، بموقع عيون أم الربيع، بتفقد عمل القافلة الطبية المتعددة التخصصات، والمنظمة من طرف “جمعية أطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة”، بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي، والجماعات التابعة للإقليم والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، والتي تندرج في إطار تقريب الخدمات الطبية من الفئات المستهدفة بالمناطق الجبلية (خاصة النساء والأطفال)، وتوفير عرض مجاني لها من العلاجات الأساسية، حيث استفاد من خدمات هذه القافلة حوالي 600 شخص في مختلف التخصصات، بحسب بلاغ في الموضوع.
وبذات المناسبة، تم تدشين “دار للأمومة”، بجماعة مريرت، والتي أُنجزت في إطار شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية وجمعية خريجات مراكز التربية والتكوين للتنمية القروية “تيغزى”، بتكلفة مالية بلغت 1.13 مليون درهم (البناء والتجهيز)، ويسعى المشروع إلى تقريب الخدمات الصحية من النساء ودعم ومواكبة المرأة الحامل قبل وبعد الولادة، ويندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية الذي جددت فيه رؤيتها الشاملة من خلال التركيز بالأساس على تثمين الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، سيما في محوره المتعلق بتثمين وتحسين نظام صحة الأم والطفل.
وبالجماعات المجاورة لمدينة مريرت، تم تسليم سيارة إسعاف رباعية الدفع مجهزة، تم اقتناؤها في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، بمبلغ مالي قدره 0,45 مليون درهم، بغاية تسهيل ولوج النساء إلى الخدمات الصحية، وتشجيع الولادة في وسط مراقب، مع الإشارة إلى عملية شهدها مقر عمالة الإقليم، في إطار شراكة بين المجلس الإقليمي لخنيفرة والمديرية الإقليمية للفلاحة، والتي تم فيها توزيع عشر (10) شاحنات صهريجية على سبع جماعات بالإقليم، مزودة بمضخات (8 شاحنات بسعة 6000 لتر وشاحنتين بسعة 8000 لتر)، إضافة إلى 278 صهريجاً بلاستيكيا، باستثمار إجمالي ناهز 9,7 مليون درهم.