تم، أمس الأحد بالرباط، تقديم الطبعة الجديدة لكتاب “طنجة.. الفرص والتحديات” لمحمد المطالسي المخطط الحضري، والحاصل على الدكتوراه في علم الجمال، وذلك في إطار الدورة ال 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي اختتمت فعالياتها أمس. ويمتاح هذا الكتاب، الذي تم تقديمه خلال لقاء نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج و(دار نشر مليكة)، من تاريخ مدينة البوغاز، عبر هندستها المعمارية وساكنتها وتطورها الحضري. كما يسلط الضوء على التراث الغني لهذه المدينة الواقعة على أحد أروع الملتقيات البحرية في العالم، وأحد المضايق الأكثر ارتيادا على صعيد الملاحة البحرية. إنها حاضرة تكشف عن نفسها في الكتاب ، بشكل خاص، في دروب مدينتها العتيقة، وشوارعها الضيقة، وأزقتها المسدودة، ومبانيها التي شيدت في عهود خلت وتحمل لمسات الفينيقيين والرومان والعرب والبرتغاليين والإنجليز والإسبان والفرنسيين. وقال المطالسي، خلال اللقاء، إن “الأمر يتعلق بكتاب يرتكز على الدراسة والبحث والتحقيق تطلب إنجازه عملا علميا لتحليل وفهم النسيج الحضري لمدينة تتميز بموقعها الجغرافي الاستثنائي وبتاريخها الفريد”. وأوضح المؤلف أن الهندسة المعمارية للمدينة طيلة قرون تعكس التنظيم الاجتماعي الذي يحكم تشكيلها، بالنظر إلى الارتباط الوثيق بين المجتمع وفضائه، مما يعكس ازدهار وتماسك حقبة تاريخية. من جهته، اعتبر المتخصص في تاريخ الهندسة المعمارية وأنثروبولوجيا الفضاء، مصطفى أقلعي ناصر، أنه “لا محيد عن” هذا العمل، الذي يستند على معرفة غنية بهذا المجال، حيث توسل بمناهج البحث العلمي. وأضاف أن هذا الكتاب يتيح فهما أفضل لهذه الحاضرة، من خلال رؤية موضوعية تستحضر واقعا استثنائيا. يذكر أن محمد المطالسي المزداد سنة 1945 بالمغرب، متخصص، أيضا، في مدن العالم العربي وحدائق العالم العربي – الإسلامي. وقد سبق له أن شغل منصبي مدير الأعمال الثقافية في معهد العالم العربي، وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الأورومتوسطية بفاس. وسبق للمطالسي أن أصدر مؤلفات أخرى، منها ” فاس، المدينة الأساسية”، و”المغرب، القصور والحدائق الملكية”، و”تطوان، بين المذكرات والتاريخ”، والطبعة الأولى لكتاب “”طنجة” التي ترجمت إلى اللغة الإسبانية سنة 2019.
