مجطة امتحانات الباكالوريا .. وماذا بعد..؟

محمد اليزناسني الخميس 20 يونيو 2024 - 18:38 l عدد الزيارات : 24433

 

تمثل امتحانات الباكالوريا بالنسبة لمجموع التلاميذ تحديا حقيقيا يتوجب مواجهته واجتيازه بنجاح لولوج فضاء أوسع تنتفي فيه السلطة الفعلية للأستاذ والإدارة وكذلك الأسرة بالنسبة للبعض ويدخل التلميذ مرحلة التهيئ الفعلي لولوج عالم الشغل.
الحديث عن الباكالوريا تفترض طرح ثلاثة أسئلة محورية لابد من الإجابة عنها للإحاطة ولم بجزء بسيط بنظرة هؤلاء المتدخلين والفاعلين بشكل مباشر أو غير مباشر، هؤلاء هم أولا التلاميذ باعتبارهم محور العملية التعليمية الذين يستعدون لمرحلة التخطيط الجيد للمستقبل، والأساتذة بالنظر إلى كونهم المحرك الرئيسي في العملية التعليمية الذين يساعدون في الإعداد الجيد  وأخيرا الأسرة باعتبار أنه يفترض فيها سلطة الرقابة خلال كل المراحل التعليمية.

و هذه الأسئلة تتمحور أيضا حول ماذا نقرأ ؟ كيف نقرأ ؟ ولماذا نقرأ ؟ والإجابة عن هذه التساؤلات تختلف ليس فقط بين المتدخلين في هذه العملية، (أسرة، أستاذ، تلميذ)، بل كذلك داخل كل صنف من هؤلاء المتدخلين.

لقد اختلطت الأمور على هيئة التدريس ولم يعد الجميع يحس فعلا بأنه يمارس عملية تعليمية حقيقية خاصة بعد التعديلات التي عرفها نظام امتحانات الباكالوريا في السنوات الأخيرة، وبعد الأحداث التي رافقت بداية الدخول المدرسي وتأثير ذلك على عملية التحصيل في انتظار إخراج نظام تعليمي جديد عوض النظام الحالي الذي دخل غرفة الانعاش ويعتبر الآن في حالة موت سريري! يسابقون الزمن لإنقاذ مايمكن إنقاذه.

حقيقة أن بعض التلاميذ استعدوا للاختبارات بشكل جدي في حين أن البعض الآخر ابتدع طرقا و أساليبا للغش يوم الاختبارات، لكن المعضلة الكبرى تظهر حول ما يتم تدريسه لهم ومدى أهميته بالنظر الى التحديات التي تنتظرهم، تساؤلات معقولة تدفعنا إلى القول بأنه يجب إعادة النظر في المقررات والمناهج التي أصبحت متجاوزة و لاتتماشى مع طبيعة المرحلة والجيل الجديد الذي سيعيش زمن الذكاء الاصطناعي و شبكات التواصل الاجتماعي وتحديات عصر مابعد الثورة الرقمية.
مجموعة كبيرة من الأسر المغربية والتي لا تفقه شيئا لا في المناهج ولا في المقررات ولا كيف حصل إبنها على الشهادة عقلا أو نقلا، لها وجهة نظر أخرى لامتحانات الباكلوريا، فالمهم بالنسبة لها هو النجاح ولا شيء غير النجاح، والحديث عن الأشياء الأخرى يبقى مؤجلا إلى حين ظهور النتيجة وتلك هي الطامة الكبرى.

امتحانات الباكالوريا بالشكل الحالي أصبحت متجاوزة فهي لا تحقق المساواة والإنصاف

مما يستدعي ضرورة إعادة النظر ليس فقط في نمط الاختبارات والبرامج، بل أيضا في المناهج التعليمية والمضامين لفتح آفاق جديدة أمامهم عبر حل مشكل بطالة الخريجين.

فحين يفكر التلاميذ في كل هؤلاء الذين حصلوا على شهادات عليا ولم يجدوا عملا يصابون بإحباط كبير ويتخوفون بالتالي على مستقبلهم. يجب النظر الى الموضوع بشكل ايجابي ولكن في بعض الأحيان يجدون أنفسهم يخوضون في أحاديث لا طائل من ورائها إلا الحد من العزيمة.

هاجس التخوف من المستقبل يطغى على جميع أحاديث هؤلاء التلاميذ خاصة أولئك الذين أخطأوا عند اختيار مسارهم التعليمي أو أجبروا على مسار ما.. لابد من الإشارة إلى أن مجموعة من الأسر وبالنظر إلى وضعها الاجتماعي والاقتصادي لاتعيش هذا الوضع لأنها ببساطة استبقت المرحلة ووفرت لأبناءها كل الشروط واختارت المسار حتى قبل سنة أولى باكلوريا..
أما بالنسبة لغالبية التلاميذ، ففرحة النجاح لاتتعدى اليوم أو اليومين لتنطلق رحلة البحث عن آفاق ما بعد الباكالوريا ليبرز عنصر القلق عند الكثيرين من الأسر فعدد كبير من التلاميذ يجهلون الكثير عن التعليم العالي ويصطدمون بمعضلة المعدلات والتي تكبح طموحات الكثيرين منهم في ولوج مؤسسات الانتقاء قبل الإختبار للظفر بكرسي في توجهات بعينها.
وفي انتظار أن تتم مراجعة النظام التعليمي ببلادنا، وفي انتظار أن يعاد النظر في البرامج والمناهج التعليمية، وفي انتظار أن يتم اعتماد منظومة مواكبة التلاميذ طيلة مسارهم التعليمي بالتوجيه والإرشاد، وفي انتظار أن يتم فتح آفاق جديدة لآلاف التلاميذ.. سيبقى التلميذ يحمل معه معاناته ليس مع امتحان الباكلوريا فقط، ولكن مع الجو العام المحيط بهذه الفترة من حياته الدراسية وسيبقى التخوف من المستقبل طاغيا على تفكيره، فالباكلوريا مجرد مرحلة انتقالية ليس إلا.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 11:12

أساتذة يعلنون خوض إضراب وطني ليومين…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:57

وضعية تحملات وموارد الخزينة تفرز حاجيات تمويل بقيمة 15,5 مليار درهم

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:51

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يناقش مستقبل التكنولوجيا الحديثة في المجال ‏القضائي

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:50

مندوبية التخطيط تقف عند ارتفاع الأسعار…

error: