توفي الفنان مصطفى الداسوكين مساء اليوم السبت، بعد صراع مرير مع المرض.
ويعتبر مصطفى الداسوكين، الذي ولد بمدينة الدار البيضاء أحد كبار الفنانين الذين أغنوا الساحة الفنية في المغرب بالعديد من الأعمال الكوميدية التي أضحكت أجيالا من المغاربة.
ومن أشهر أعمال الفنان الراحل، مسلسل “دموع الرجال، الغالية، نريكة البطاش، شوك السدرة، نسيب الحاج عزوز، عائلة سي مربوح،” وغير من الأعمال المسرحية التي طالما أبهجت المغاربة.
وتجدر الإشارة إلى أن الداسوكين عاس حالة من الحزن الشديد، جراء فقدانه رفيقة دربه، التي دعمته في عطاءاته الفنية.
تعازينا الحارة لأسرته الكبيرة والصغيرة، ولكافة أفراد العائلة الفنية والمسرحية والسينمائية، ومعارفه وجمهوره وأصدقائه، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته الخالدة، وأن ينعم على رفيقه مصطفى الزعري بالشفاء العاجل والصحة والعافية.
وداعا مصطفى دسوقين
عن عمر ناهز 82 سنة، وبعد معاناة مع المرض، توفي مساء السبت 6 يوليوز 2024 بالدار البيضاء الممثل الفكاهي المحبوب مصطفى الداسوكين ، واسمه الحقيقي مصطفى دسوقين، مخلفا وراءه حزنا كبيرا وتراثا فنيا غنيا خلد به إسمه في سجلات المسرح والتلفزيون بشكل خاص.
فيما يلي ورقة أعددناه عن مسيرته الفنية بمناسبة تكريم حظي به سنة 2014 بمكناس:
ظل الراحل دسوكين (1942- 2024)، إلى عهد قريب، يتحفنا باسكيتشاته ومستملحاته وأدواره المسرحية والتلفزيونية المختلفة وغيرها، منذ الستينات من القرن الماضي، حتى أصبحنا نعرف صوته دون أن نراه، وعندما نراه لا نفتر عن الضحك خصوصا في أعماله الكوميدية المسرحية والتلفزيونية ولا أقول السينمائية لأن مخرجينا السينمائيين مع كامل الأسف لم يوظفوه بالشكل الكافي في أفلامهم (الكوميدية بشكل خاص). فباستثناء ثلاثة أفلام روائية طويلة “أنا الفنان” (1978- 1995) لعبد الله الزروالي و”الجمرة” (1982) لفريدة بورقية و”خارج التغطية” (2012) لنور الدين الدوكنة وبضعة أفلام قصيرة وبعض الأفلام الأجنبية القليلة المصورة ببلادنا، لم تستفد السينما المغربية من قدرات هذا الفنان الكبير وتجربته الطويلة في التشخيص على امتداد ستة عقود .
كانت البداية الفنية لمصطفى دسوكين، المزداد بالدار البيضاء يوم 14 يوليوز 1942، مع فرقة الكوميدي الشعبي الراحل بوشعيب البيضاوي سنة 1958 قبل أن يلتحق بفرقة “الأخوة العربية” تحت إدارة الرائد عبد العظيم الشناوي في موسم 1963-1964، ويرجع الفضل لهتين الفرقتين المسرحيتين والمشرفين عليهما في صقل موهبة الشاب مصطفى وتكوينه تكوينا رصينا مكنه لاحقا من تفجير جزء من طاقته التعبيرية في التشخيص والتأليف والإخراج والتنشيط وغير ذلك من جوانب الفرجة الفنية الجماهيرية .
شارك مصطفى مع فرقة عبد العظيم الشناوي في مجموعة من المسرحيات من تأليف وإخراج هذا الأخير نذكر منها “جدار الخوف” و”أولاد اليوم” و”خبز للجميع” و”محكمة النساء” و”المجهول” و”المشنقة” و”لمخضر غالي عليك”، بالإضافة إلى كشكول فكاهي بعنوان “رينكو ودجينكو” شخصه رفقة رائد الفكاهة الراحل القدميري وقدمته التلفزة المغربية في منتصف الستينات .
ومنذ لحظة برمجة وعرض هذا الكشكول التلفزيوني الفكاهي أصبح دسوكين وجها تلفزيونيا مألوفا ومعروفا لدى الأسر المغربية خصوصا بعد أن شكل رفقة صديق عمره الفنان الكبير مصطفى الزعري ثنائيا فكاهيا (دسوكين والزعري) ظل حاضرا في السهرات التلفزيونية الأسبوعية وغيرها إلى حدود سنة 1987.
وبالموازاة مع اسكيتشاته مع الزعري ومابعدها شارك دسوكين في مجموعة كبيرة من الأعمال التلفزيونية (مسلسلات، سيتكومات، سلسلات… ) نذكر منها “كلها وحرفتو” لمحمد الخلفي و”ألبس قدك يواتيك”، من تأليف عبد السلام الشرايبي وإخراج أحمد حيضر، و”ستة من ستين”، من تأليف الأخوين دخوش وإخراج حميد الزوغي، و”خمسة وخميس”، من تأليف الأخوين دخوش وإخراج فريدة بورقية، و”لهبال فيه وفيه” و”كانوا هنا”، من إخراج ناصر لهوير، و”عائلة السي مربوح” (الجزء الأول) من إخراج مصطفى الخياط و”حكايات من الفولكلور المغربي” مع الراحل يسري شاكر … و” نسيب الحاج عزوز” و”بوشتى وبوكطايا” و”خاطر من ندير؟” و”الكديديب” و”ولد القايد …
كما شارك في عدد لابأس به من المسرحيات، التي قدمت التلفزة المغربية الكثير منها مصورة بعد عرضها في مختلف المدن المغربية وبعض الدول الأجنبية، من بينها “الخجول” و”في انتظار القطار” و”حمان الدنادني” و”العرس” و”النواقسية” و”وصية الثعلب”، بالإضافة إلى سلسلة “نماذج بشرية” (مع فرقة العهد الجديد- البدوي) و” بنت الجيران” و”الطمع” و”الحادكة” (مع فرقة العروبة المسرحية) و”بنت الخراز” و”نص عقل” (مع فرقة الوفاء المراكشية) و”الحيلة أحسن من العار” (من تأليف دسوكين) و”البس قدك يواتيك” و”كولو العام زين” و”القضية فيها إن” و”انسيب الوزير” و”حديدان في الكاريان” و”ناس الليل” و”الحيحة نوفو موضيل” و”الشيشا والتبقشيشة” و”شمكارة ولكن..” و”خالتي قنبولة” من تأليف وإخراج ميلود الحبيشي (مع فرقة مسرح الشعب) و”شارب عقلو” و”عاين باين” من إخراج عبد الإله عاجل و”المدير الجديد” من إخراج المرحوم الطاوجني (مع فرقة مسرح الحي)، و”الزواق يطير” و”الجيلالي طرافولطا” و”المشاش” و”هاجوج وما جوج” من تأليف الراحل العربي باطما و”دار الكرايا” و”مكتب بلا حلول” (تأليف وإخراج م. دسوكين) و”عندك شي شهود” (مع فرقة نجوم المسرح– دسوكين) … ، و”كاري حنكو” من إخراج الراحل محمد مجد، و”بنت النكافة بايرة” سنة 2013 من تأليف أنوار الجندي وإخراج هاجر الجندي (مع فرقة مسرح فنون)، ومجموعة من الملاحم من إخراج الرائدين الطيب الصديقي ومحمد حسن الجندي (العهد 1 – العهد 2 – نحن – شباب الأطلس …).
لقد عاش الحاج مصطفى دسوكين تاريخا فنيا حافلا بالعطاءات والمنجزات وشارك في العديد من الجولات الفنية والثقافية (ممثلا مسرحيا ومنشطا للحفلات ومقدما للمنوعات …) داخل الوطن وخارجه، قادته إلى الكويت وسوريا ولبنان والجزائر ومصر (دار الأوبرا) وفرنسا وبلجيكا وهولاندا وألمانيا وأنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية التي منحته عاصمتها واشنطن شهادة تقديرية.
رحمه الله وألهم ذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر الجميل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.