التضييق على المجتمع المدني بخصوص التبليغ عن الفساد المالي يطلق شرارة احتجاجات حماة المال العام بالمغرب
أحمد بيضي
الأربعاء 4 سبتمبر 2024 - 12:49 l عدد الزيارات : 28119
أحمد بيضي
أعلنت “الجمعية المغربية لحماية المال العام”، في بلاغ موجه للرأي العام، عن تنظيم وقفة احتجاجية، عصر يوم السبت 21 شتنبر 2024، أمام البرلمان، تحت شعار ” لا للتضييق على المجتمع المدني، لا للفساد ونهب المال العام“، مع دعوتها عموم الهيئات السياسية الديمقراطية والحقوقية والنقابية والجمعوية، وكافة المواطنينوالمواطنات إلى المشاركة بكثافة في هذه الوقفة ضد ما أسمته ب “سياسة تكميم الأفواه والتضييق على الجمعياتالحقوقية”، على حد نص البلاغ الذي جرى تعميمه.
ويأتي قرار هذه المحطة الاحتجاجية، إثر عقد المكتب الوطني ل “الجمعية المغربية لحماية المال العام”، يوم الثلاثاء 3 شتنبر 2024، لاجتماع استثنائي عن بعد، خصص تدارست من خلال أشغاله “ترجمة الحكومة لتصريحاتوزير العدل حول تقييد حق منظمات المجتمع المدني، وضمنها الجمعية المغرية لحماية المال العام، فيالولوج إلى القضاء بخصوص التبليغ عن جرائم الفساد ونهب المال العام، وهو الحق المضمونبمقتضى الدستور والمواثيق الدولية ذات الصلة”.
وقد تجسدت هذه الترجمة، يقول بلاغ الجمعية، في “مصادقة الحكومة على مشروع قانون المسطرة الجنائية الذيتتضمن مادته الثالثة كون الأبحاث القضائية إقامة الدعوى العمومية في شأن الجرائم الماسة بالمالالعام لا يمكن أن تتم إلا من طرف رئيس النيابة العامة بناء على ما سيتوصل به من إحالات لتقاريرمن الجهات الواردة بذات المادة، كما تضمنت المادة 7 من مشروع قانون المسطرة الجنائية تقييداآخر على حق الجمعيات في التنصيب كطرف مدني واشترطت ضرورة الحصول على إذن بالتقاضيمن وزير العدل وفق ضوابط تحدد بنص تنظيمي”.
وأمام استحضارها “دقة المرحلة والإكراهات والتحديات التي تنتظر بلادنا”، لم يفت “الجمعية المغربية لحماية المال العام”، في شخص مكتبها الوطني، استغرابها الشديد من “وجود إرادةوتوجه يهدف إلى تكريس ردة حقوقية وقانونية ودستورية ضاربا عرض الحائط كل التزامات المغربالدولية والوطنية والتراكم الإيجابي الذي تحقق على مستوى الممارسة الجمعوية والحقوقية”، حيث أعربت عن “إدانتها توجه الحكومة الرامي إلى التضييق على الجمعيات المدنية في ممارسة حقها الدستوريفي الولوج إلى القضاء والتبليغ عن جرائم الفساد المالي”.
وارتباطا بالموضوع، أدانت الجمعية، وبشدة، “سعي الحكومة إلى التضييق على الجمعيات الحقوقية واستغلال البرلمان لتمريرقوانين تراجعية غير دستورية وتشكل انتهاكا سافرا لحقوق الإنسان وحماية للمفسدين ولصوصالمال العام من المحاسبة”، فيما اعتبرت الجمعية “رغبة الحكومة في حصر حق تحريك الأبحاث والمتابعات القضائية في رئيس النيابةالعامة بناء على إحالة تقارير عليه من طرف الجهات الواردة في المادة 3 من مشروع قانونالمسطرة الجنائية يشكل تدخلا سافرا في السلطة القضائية من طرف السلطة التنفيذية”.
وبينما اعتبرت “إغلاق باب القضاء في وجه الجمعيات الحقوقية يشكل تعبيرا عن توجه سلطوييهدف إلى التضييق على الحريات والحقوق”، لم يفت الجمعية “استنكار توجه وزير العدل الشاذ في تحريك الشكايات ضد الصحافيين، وآخرهم الصحفي حميدالمهداوي، والذي قررت النيابة العامة بالرباط متابعته بفصول القانون الجنائي عوض قانون الصحافة”، فيما شددت ذات الجمعية على “أن مكافحة الفساد والرشوة والريع ونهب المال العام هو شأن عام يهم المجتمع والدولة”.
وأكدت الجمعية بالتالي “أن كل محاولة الحكومة التضييق على المجتمع في هذا الشأن يتناقض مع القانون رقم 10-37 المتعلقبحماية المبلغين يشكل تعارضا مع الدستور واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد”، مع إعلان هذه الجمعية الحقوقية عن “فتح مشاورات مع هيئات ديمقراطية وحقوقية وفعاليات مدنية للتفكير في تشكيلوتأسيس إطار يجمع طاقات مختلفة لمناهضة الفساد”، وفق مضمون البلاغ.