المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. بين المصداقية والمحاباة

عبد الرحيم الراوي الجمعة 1 نوفمبر 2024 - 17:38 l عدد الزيارات : 43940

عبد الرحيم الراوي

أسدل الستار يوم السبت الماضي على الدورة 24 لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، حيث وزعت الجوائز على الأفلام الفائزة، وأصبحت قاعة قصر الفنون والثقافة فارغة على حين غرة، بعد أن احتضنت جنباتها حضورا جماهريا استمتع على مدى تسعة أيام بمتابعة عروض للسينما الوطنية.

كانت مظاهر الاحتفال بادية في كل أرجاء البناية الشامخة لقصر الفنون، فسارع العديد من الفائزين إلى توثيق تلك اللحظة -التي ستنضاف إلى تاريخ مسارهم المهني- بآلات تصوير لصحف محلية ووطنية وبهواتفهم الشخصية، إلا أن تلك المظاهر كانت تخفي وراءها تدمرا للعديد من الفنانين والمخرجين والنقاد الذين توجهوا إلى مكان إقامتهم “ساخطين” على النتائج، ولم يخفوا شعورهم بالظلم، بل واتهموا لجن التحكيم بالمحاباة والمجاملة.

من المؤكد أن قانون المسابقة يجعل البعض يكسب والبعض الآخر يخرج خاوي الوفاض، لكن تقبل الهزيمة رهين بنزاهة التحكيم الذي يجب أن يكون منصفا وعادلا، ذلك أن مسؤولية التحكيم ليست بالأمر الهين فهو تكليف قبل أن يكون تشريفا وعمل يقتضي المهنية والحيادية.

وهنا لابد من التوضيح أن هذا الكلام لا يراد من ورائه إعطاء الدروس في النزاهة وفي طريقة الاشتغال، بقدرما هو محاولة لإبراز حجم المسؤولية التي يتحملها أعضاء لجن التحكيم على عاتقهم.

ويبقى من المؤكد، أن بعد كل نهاية عرض تتضارب القراءات والأحكام للأفلام، لهذا قد يختلف الناس حول القيمة الفنية لكل شريط سينمائي، وقد يختلف أيضا أعضاء لجن التحكيم فيما بينهم حول أمور تتعلق سواء بالجانب التقني أو بكتابة السيناريو.. وهذا الاختلاف في الرؤى والتقييم هو ما يعطي للسينما رونقها وجمالها الساحر ويبوئها مكانة متميزة عن باقي الأجناس الفنية الأخرى.

وفي هذه الحالة يصبح لزاما على كل المتتبعين للشأن السينمائي أن يظهروا هامشا كبيرا من التسامح والتفهم حتى لا يتحول النقد إلى انتقاد مجاني، وألا يفتح باب التأويلات على التحكيم والتشكيك في مصداقيته وأن يتقبل الجميع النتيجة كيفما كانت بصدر رحب.

لكن الأصداء التي كانت تتردد من خارج دائرة المنافسة اعتبرت أن بعض الإنتاجات تعرضت فعلا للحيف، علما أن لجن التحكيم سواء في صنف الأفلام الروائية الطويلة أو الأفلام القصيرة أو الوثائقية، كانت تضم في عضويتها أساتذة ينتمون إلى البيت السينمائي ومشهود لهم بالكفاءة والمهنية، إلا أنهم اتخذوا قرارات مجانبة للصواب ومخالفة لقواعد اللعبة، حسب هؤلاء الفاعلين،  مما  أثار حفيظتهم وجعلهم يتساءلون حول المعايير التي ارتكزت عليها تلك اللجن قبل أن تصدر أحكامها.

ففي نظر بعض الحاضرين الذين تتبعوا المسابقة منذ بدايتها فإن التحكيم كان قاسيا في حق ممثلين ومخرجين تألقوا في أعمالهم وتشخيصاتهم بشكل واضح، فكان شبه إجماع على أن إنتاجاتهم لها من المقومات السينمائية ما يؤهلها لتمثيل المغرب في مهرجانات دولية.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، تساءل البعض عن سبب إدراج الفيلم السينمائي “آخر اختيار” لرشيدة السعيدي في فقرة “البانوراما” بدلا من المسابقة الرسمية وهو الفيلم الذي منح المغرب ثلاث جوائز: الجائزة الكبرى، جائزة أحسن سيناريو، وجائزة أحسن دور نسائي للممثلة فرح الفاسي في حفل الاختتام بمهرجان “الشاشات لمدينة ياوندي” بالكاميرون الذي تزامن مع نهاية الدورة 24 للفيلم الوطني.

 

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 10 مايو 2025 - 10:03

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في دورة البشير عبدو…

الجمعة 9 مايو 2025 - 16:03

فيكام 2025: مكناس تحتفي بسحر التحريك وألعاب الفيديو

الجمعة 9 مايو 2025 - 00:52

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في مهرجان وطني يكرّم الفنان البشير عبدو

الخميس 8 مايو 2025 - 23:37

منافقون بلا حدود..

error: