ترأس المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، وفد المملكة المغربية المشارك في الدورة الثانية والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، التي تحتضنها مدينة غلاسكو بإسكتلندا، في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 نونبر الجاري. وتعد هذه الدورة أكبر تجمع أمني عالمي، حيث يتم خلالها مناقشة قضايا الأمن الشامل والتعاون الشرطي الدولي.
مشاركة واسعة ومهمة في الجمعية العامة
في بلاغ رسمي للمديرية العامة للأمن الوطني، تم التأكيد على أن الدورة الحالية شهدت مشاركة واسعة من 177 دولة من أصل 196 دولة عضو في الأنتربول، إلى جانب ممثلي العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والمعاهد الأكاديمية المهتمة بالتعاون الأمني. هذا الاجتماع السنوي يشكل فرصة للبحث في التهديدات الأمنية العالمية وتعزيز التنسيق بين أجهزة الشرطة على مختلف الأصعدة.
تعزيز الحضور المغربي في المحافل الدولية
تندرج مشاركة عبد اللطيف حموشي في هذه الدورة ضمن استراتيجية مندمجة تهدف إلى تعزيز حضور المغرب في الساحة الأمنية الدولية، ويأتي هذا في إطار جهود المملكة لمواجهة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود. كما تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كفاعل رئيسي وموثوق به في المؤتمرات العالمية ذات الصلة بالأمن والعدالة الجنائية.
وتعكس هذه المشاركة أيضًا التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على أهمية التعاون الدولي والإفريقي في المجالات الأمنية، بما يساهم في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي. كما تمثل هذه الفعالية مرحلة تحضيرية للمملكة المغربية لاستضافة الدورة القادمة للجمعية العامة للأنتربول في مراكش عام 2025.
المشاركة المغربية: محطات مهمة في الاجتماع
وفد المغرب، الذي يقوده عبد اللطيف حموشي، شارك في مناقشات متعددة الأطراف تناولت قضايا الأمن الشامل وآليات التعاون الشرطي، وتبادل الخبرات لمواجهة التهديدات الأمنية الحديثة. وقد أبرز الوفد المغربي تجربته في تطبيق الذكاء الاصطناعي ضمن العمل الشرطي، ودعا إلى تعزيز التعاون الأمني بين الدول لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
كما كانت هناك مباحثات مع عدد من مسؤولي الأنتربول، أبرزهم رئيس المنظمة الدكتور أحمد ناصر الريسي، الأمين العام المنتهية ولايته السيد يورغن شتورك، والأمين العام الجديد السيد فالديسي أوركيزا. وتم التركيز على تعزيز التعاون الأمني، وتبادل الخبرات بين المغرب وبقية دول الأنتربول لمكافحة مختلف أشكال الجريمة.
مباحثات ثنائية مع دول شريكة
في إطار تعزيز التعاون الأمني، عقد وفد المملكة المغربية لقاءات ثنائية مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة مثل ألمانيا، تركيا، السنغال، النرويج، وأوزبكستان، بالإضافة إلى ممثلي الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة وكندا. وتم خلالها بحث سبل التعاون المشترك في مجالات مكافحة الإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية.
انتخاب المغرب نائبًا لرئيس الأنتربول عن إفريقيا
وفي خطوة هامة، تم انتخاب المغرب بأغلبية كبيرة لتولي منصب نائب رئيس الأنتربول عن قارة إفريقيا في اللجنة التنفيذية للمنظمة. وقد جاء هذا التقدير الدولي بعد أن أظهر المغرب التزامًا قويًا بتعزيز التعاون الأمني بين دول القارة الإفريقية، ورغبته في تطوير البنيات الأمنية داخل القارة لمواجهة التحديات المتزايدة.
المغرب يستعد لاستقبال الدورة المقبلة للأنتربول في مراكش
في ختام أشغال الدورة الثانية والتسعين، تسلم عبد اللطيف حموشي علم الأنتربول إيذانًا باحتضان المملكة المغربية للدورة المقبلة للجمعية العامة للأنتربول في مدينة مراكش، في نونبر 2025. وقد عبر حموشي عن فخر المملكة باستقبال هذا الحدث الهام، مؤكداً على استعداد المملكة لتوفير كل الظروف الملائمة لضمان نجاح الدورة القادمة، والتي ستكون فرصة لتعزيز التعاون الأمني الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
كما تم عرض شريط فيديو خلال الختام يعرض معالم مدينة مراكش التاريخية ويبرز مؤهلات المغرب الأمنية، مما يعكس التزام المملكة بتقديم تجربة أمنية متطورة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تعد مشاركة المغرب في أشغال الدورة الثانية والتسعين للجمعية العامة للأنتربول في غلاسكو محطة جديدة تؤكد دور المملكة القيادي في مجال الأمن والتعاون الشرطي الدولي. وبانتخابها نائبًا لرئيس الأنتربول عن إفريقيا، تواصل المملكة تعزيز مكانتها كفاعل أساسي في المنظومة الأمنية العالمية، حيث تستعد لاستضافة الدورة المقبلة في 2025، ما يعكس التزامها بتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تعليقات
0