أكد يوسف إيدي رئيس الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، في مداخلته خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، على أهمية تعزيز المنظومة الصناعية كرافعة أساسية للاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن التحولات العميقة التي يشهدها النظام العالمي، من الحروب المتصاعدة إلى الأزمات الطاقية والتضخم، تفرض على المغرب إعادة النظر في نموذجه الصناعي لضمان سيادة صناعية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.
يوسف إيدي، تطرق في مذاخلته إلى مكامن القوة والضعف في القطاعات الصناعية بالمغرب. فرغم تصدر قطاع السيارات إفريقيا بإنتاج يتجاوز 700 ألف سيارة سنوياً، تبقى نسبة الإدماج المحلي في المكونات التكنولوجية الدقيقة ضعيفة، ما يبرز حاجة البلاد إلى الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل مثل البطاريات والمكونات الإلكترونية للسيارات الكهربائية.
أما في قطاع الطيران، فرغم استقطاب المغرب لشركات عالمية كبرى، فإن النشاط الصناعي لا يزال يركز على تصنيع مكونات بسيطة دون تحقيق استقلالية في التصميم والهندسة المتقدمة. وأعرب عن قلقه من استمرار ضعف الصناعة التحويلية في القطاع الغذائي، مما يثقل كاهل الميزان التجاري ويعرض الأمن الغذائي الوطني للخطر.
و استحضر إيدي المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس باعتبارها فرصة تاريخية لتطوير الصناعات الوطنية في مجالات البنية التحتية، الطاقات المتجددة، والصناعة البحرية. وأكد أن الاستفادة من هذه المبادرة تتطلب تغييراً جذرياً في سياسات الحكومة، من دور المصنع منخفض التكلفة إلى فاعل صناعي مبتكر ومتكامل.
كما طالب رئيس الفريق الاشتراكي بسياسات جريئة تركز على البحث العلمي، تطوير المهارات التقنية العالية، وإعادة هيكلة منظومة التعليم والتكوين المهني لتتوافق مع متطلبات التكنولوجيا المتقدمة. كما دعا إلى إنشاء صناعة وطنية للمعدات والآلات الصناعية لتحقيق استقلالية صناعية وتقليل التبعية.
و شدد المسؤول الاشتراكي على أن السيادة الصناعية ليست خياراً، بل ضرورة حتمية لضمان موقع المغرب في النظام الصناعي العالمي، داعياً الحكومة إلى تبني برامج واضحة وأهداف ملموسة لتحقيق رؤية جلالة الملك في بناء صناعة وطنية قائمة على السيادة والابتكار.
في ختام مداخلته، أشار إلى أن المستقبل الصناعي للمغرب لا يمكن أن يعتمد على المزايا التقليدية مثل اليد العاملة الرخيصة، بل يتطلب بناء مزايا تنافسية مستدامة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة.
تعليقات
0