تواصل الحرب بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية يومها الـ443 على قطاع غزة، وسط تصعيد مستمر في الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت المدنية والطبية في المنطقة.
في تطور جديد، استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، مما أسفر عن تدمير أجزاء من المستشفى وانقطاع الاتصال بالفريق الطبي. وأكد الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، أن الجيش الإسرائيلي أبلغهم بضرورة إخلاء المستشفى فورًا، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث. هذا الهجوم يعكس سياسة إسرائيلية مستمرة في استهداف البنية التحتية الصحية في غزة، حيث تعرض مستشفيات أخرى للقصف المباشر، مثل مستشفى العودة في المنطقة.
في سياق آخر، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ سياسة التهجير القسري للسكان في شمال القطاع. ووفقًا لصحيفة “هآرتس”، أجبر الجيش نحو 96 ألف فلسطيني على مغادرة مخيم جباليا بالقوة، بعد توزيع منشورات تحذر السكان من مغادرة المنطقة في أسرع وقت. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من مساعي الاحتلال لتفريغ المنطقة الشمالية من سكانها، مما يزيد من معاناة المدنيين.
على الصعيد الإنساني، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، حيث أسفرت غارة على منزل في دير البلح عن مقتل 12 شخصًا، بينما لا تزال فرق الإسعاف تعمل على البحث عن مفقودين تحت الأنقاض. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن حصيلة ضحايا الحرب ارتفعت إلى 45,259 قتيلا، مع إصابة أكثر من 107,000 شخص منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت جنود الاحتلال بعمليات نوعية في عدة مناطق، بما في ذلك منطقة العلمي في مخيم جباليا شمالي القطاع. المعارك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال تحتدم، فيما تستمر عمليات القصف والغارات الجوية الإسرائيلية على مختلف المناطق في القطاع.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات الجيش الإسرائيلي أن نحو 70% من المنازل في مخيم جباليا قد دمرت بالكامل. هذه الإحصائيات تعكس حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، والتي تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في القطاع.
سياسيًا، تشير التقارير إلى أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة تبادل الرهائن تواجه صعوبات كبيرة، في وقت يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التأكيد على أن الحرب لن تنتهي قبل “القضاء” على حركة حماس، مما يطيل أمد الصراع.
في هذا السياق، يبرز التساؤل حول مستقبل غزة في ظل هذه الحرب المستمرة، وما إذا كانت هناك فرص حقيقية للتهدئة أو حتى لحل سياسي في الأفق.
تعليقات
0