أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أنه رغم جهـود تطويـر الـذكاء الاصطناعي بالمغرب تواجههـا العديـد مـن الاكراهـات، ممـا يحـول دون تسريع إدماج هــذه التكنولوجيا فــي مختلــف القطاعات، وانبثاق منظومــة تكنولوجيــة قويــة علــى الصعيد الوطنـي.
وسجل المجلس في رأيه حول الذكاء الاصطناعي، أن المغرب لم يضع بعد إطارا قانونيا خاص بالذكاء الاصطناعي رغـم أنـه بـادر إلـى وضـع أسـس منظومـة رقميـة شـاملة تسـاهم فـي تطويـر واسـتخدام هـذه التكنولوجيـا. والجديـر بالذكـر أنـه فضلا عـن الدسـتور، فـإن بلادنا وقعـت علـى العديـد مـن الاتفاقيـات الدوليـة المتعلقـة بالحقـوق المدنيـة، وحمايـة المعطيـات ذات الطابـع الشـخصي، ومحاربـة الجرائـم السـيبرانية. كمـا التزمـت بتفعيـل توصيـات اليونسـكو المتعلقـة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعــي، وكــذا قــرار منظمــة الامـم المتحـدة الداعـي إلـى الاسـتخدام المأمـون والمؤمـن والموثـوق للـذكاء الاصطناعـي لأغـراض التنميـة المسـتدامة. ومـع ذلـك، فـإن هـذه الالتزامـات الوطنيـة والدوليـة تواجـه صعوبـة فـي تجسـيدها إلـى إجـراءات ملموسـة، فـي ظـل غيـاب آليـات خاصـة للحكامـة والتقنيـن.
وشدد المجلس، على أن غيـاب إطـار قانونـي ملائم للـذكاء الاصطناعي يشكل تحديا كبيرا أمام النهوض بهـذه التكنولوجيا بالمغرب، وعلاوة علـى ذلـك، يعتبـر التحريـر غيـر الكافـي للمعطيـات عقبـة كبيـرة فـي هـذا الصـدد. فعلـى الرغـم مـن أن حـق الحصـول علـى المعلومـات قـد نـص عليـه الدسـتور، إلا أن تحريـر وإتاحـة المعطيـات العموميـة لا يـزالً محـدودا رغـم صـدور القانـون رقـم 31.13 الـذي ينظـم هـذا الحـق. وكان المجلـس الاقتصـادي والاجتماعـي والبيئـي قـد شـدد علـى أهميـة مسـاهمة فتـح المعطيـات العموميـة فـي تحسـين جـودة الخدمـات العموميـة. وبالتالي فـإن تحسـين الوصـول إلـى المعطيـات وتوفرهـا يعـد أمـرا بالـغ الاهميـة لتعزيـز مسـار تطويـر الـذكاء الاصطناعـي.
كما سجل المجلس، كذلك ولوج محدود إلى التحفيزات ودعم مالي غير كاف للمقاولات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشـمل هـذه الصعوبـات بيئـة
أعمـال غيـر مواتيـة بالقـدر الكافـي، ومحدوديـة الحصـول علـى التمويـل، فضلا عـن غيـاب الدعـم الهيكلـي للمقـاولات الناشـئة فـي مرحلـة نمـو النشـاط.
وذكر المجلس، أن المغرب يعرف خصاصا فـي الكفـاءات فـي مجـال الـذكاء الاصطناعـي، وهـو ما يشـكل عائقا كبيرا أمام تطوير هذا المجال، وفـي هـذا الصـدد، يهـدف القطـاع الحكومـي المكلـف بالتعليـم العالـي والبحـث العلمـي والابتـكار إلـى رفـع عـدد الخريجيـن المكونيـن فـي مجـال التكنولوجيـا الرقميـة بشـكل ملمـوس بحلـول سـنة 2030 ومـن بيـن المبـادرات المتخـذة لبلـوغ هـذا الهـدف التعميـم التدريجـي للتكويـن فـي مجـال الـذكاء الاصطناعـي علـى جميـع الشـعب الجامعيـة، بمـا يمكـن مـن تقريـب هـذه التكنولوجيـا مـن أكبـر عـدد مـن الطلبـة. غيـر أن هـذا الطمـوح يصطـدم بعائـق كبيـر يتمثـل فـي نقـص المكونيـن المؤهليـن علـى جميـع المسـتويات، ممـا قـد يحـول دون تحقيـق الاهـداف المسـطرة.
وخلص المجلس، إلى أن هناك ضعـف حجـم الابحـاث المنجـزة فـي مجـال الـذكاء الاصطناعـي وغيـاب الملائمة مـع الاحتياجـات الصناعيـة لبلادنا، داعيا إلى وضــع اســتراتيجية وطنيــة لاســتخدام وتطويــر الــذكاء الاصطناعــي تتماشــى مــع الطموحــات الاقتصاديــة والاجتماعيــة لبلادنا، وملائمــة لتأثيــرات هــذه التكنولوجيــا علــى المجتمــع.
تعليقات
0