خلال أيام المهرجان الدولي للفن التشكيلي الذي انطلقت فعاليته مؤخرا بمدينة سطات، تغيرت ملامح المدينة، وتحولت أجواؤها الباردة إلى دفئ يغمر قلوب متتبعي فعالية المهرجان بمشاعر اختلطت فيها الألوان الزاهية، لترسم معاني الحب والأمل في لوحات علقت على البياض الناصع بقاعات مقر جمعية بصمات الخير.
عرس فني بديع جمع بين الموسيقى والريشة، حضره نجوم سطعت أسماؤها في سماء الإبداع، كعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي والفنان التشكيلي العالمي أحمد بنيسف الذي تميز بالمشاركة في العديد من الأنشطة المتنوعة، توزعت بين عرضه للوحات تشكيلية ومنحوتات فضلا عن مداخلته في موضوع “الفن التشكيلي والكتاب” التي فسحت المجال أمام فاعلين في مجال الفن التشكيلي والبحث الأكاديمي للتفصيل في مجموعة من القضايا المتعلقة بهذا اللون من الفنون الراقية في جانبه التقني والأدبي.
وخلال هذه المناسبة قدم الفنان بن يسف إهداءين: الأول عبارة عن حمامة منحوثة للموسيقار عبد الوهاب الدكالي خلال تكريمه في اليوم الأول من عمر المهرجان، أما الثاني فكان للفنان التشكيلي السوداني رشيد دياب المقيم بإسبانيا وهو عبارة عن آخر كتاب لأحمد بن يسف.
وتعليقا على ذلك قال الدكتور وليد: “إن هذا الكتاب هو إهداء ليس لي فقط، بل للشعب السوداني الذي يمر بمرحلة عصيبة في ظل حرب مدمرة بين أبناء وطن واحد.”
وقد حرصت إدارة المهرجان على أن تكون هذه الدورة بلمسة إفريقية تضم العديد من الدول الصديقة وعلى رأسها دولة السنغال، حيث تم تتويج الفنان التشكيلي المعروف دوليا “زولو امبايي” بدرع المهرجان، فضلا عن إحياء سهرة بأنغام أفريقية أدتها مجموعة “امبيمبا ديبيتي.”
أجواء حميمية عاشها المشاركون والزوار على مدى أربعة أيام، أوفت ببرنامج وفقرات غنية تمثلت في عقد ندوات فكرية وعروض فنية بالإضافة إلى إحداث ورشات تكوينية استفاذ منها بعض طلبة مدارس الفنون الجميلة بالمملكة.
كما شكل المهرجان محطة للتأمل لدى المتتبعين في مستقبل مدينة لا تتوفر على أدنى المقومات الضرورية لاستقبال فنانين أجانب من أوروبا وإفريقيا ومن دول عربية، مما يستوجب تدخلا لدى الجهات المعنية من سلطات محلية ومنتخبين ومسؤولين عن الشأن الثقافي والفني، من أجل التفكير في إنشاء بنية تحتية قوية كبناء الطرقات ومنشآت ثقافية وفنادق.. خاصة وأن المدينة تتوفر على أراضي شاسعة ومنبسطة تابعة للمجلس البلدي والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة، أصبحت في حاجة إلى استغلال جيد يعيد لمدينة سطات مقامها التاريخي وأهميتها الجغرافية الذي يليق بها كعاصمة الشاوية.
تعليقات
0