أيوب السعود
مع حلول شهر رمضان، تتحول الأحياء الشعبية في المغرب إلى ساحات رياضية مفتوحة، حيث تنظم دوريات كرة القدم و التي أصبحت تقليدًا سنويًا يجمع الشباب في أجواء تنافسية وروح رياضية عالية. هذه الدوريات، التي تعتمد على مجهودات ذاتية من سكان الأحياء أو بعض الجمعيات المحلية، تلعب دورًا هامًا في تنشيط الفضاء العام وتعزيز التلاحم الاجتماعي. لكنها في المقابل، لم تسلم من محاولات التوظيف السياسي والانتخابي، كما هي عادة اغلب السياسيين، بحيث أنها أصبحت منصة يستغلها بعض الفاعلين لكسب الشعبية والتأثير على الناخبين.
وفي غياب الدعم الرسمي لمثل هذه المبادرات، يجد بعض السياسيين أرضية خصبة للاستغلال من خلال تمويل الفِرق، توفير الألبسة الرياضية، أو حتى رعاية المباريات النهائية ، بمقابل الظهور بثوب البطل الداعم للشباب والرياضة . هذه الممارسات، التي تبدو في ظاهرها دعما للرياضة، تحمل في طياتها أجندات انتخابية تهدف إلى توجيه الناخبين وكسب رضاهم، خاصة أن فئة الشباب تعتبر من أكثر الفئات المستهدفة في الاستحقاقات الانتخابية.
ولا يقتصر الاستغلال على تقديم الدعم المادي فقط ، بل يمتد إلى محاولات التأثير المباشر، حيث يتم الترويج لشعارات حزبية داخل الملاعب، أو تقديم وعود بتحسين البنية التحتية الرياضية مقابل دعم سياسي مستقبلي. في بعض الحالات، تتحول هذه الدوريات إلى وسيلة لإعادة تدوير الوجوه السياسية، التي تستغل الأجواء الرمضانية والمنافسة الرياضية لنشر خطابها والتقرب من الناخبين.
رغم هذه الممارسات، تظل دوريات رمضان مبادرة رياضية وشعبية مهمة، تعكس حاجة الشباب إلى فضاءات رياضية ومتنفسات للتعبير عن شغفهم بكرة القدم. لكن لضمان استقلاليتها، يتطلب الأمر إشرافًا مؤسساتيًا ومجتمعيًا يمنع أي استغلال سياسي، مع توفير دعم رسمي يضمن استمرارها كحدث رياضي خالص بعيدًا عن أي حسابات انتخابية.
تعليقات
0