رأي: إلغاء شعيرة النحر… حقيقة “الشناقة” ووضعية صغار الكسابين

أنوار بريس الأربعاء 5 مارس 2025 - 18:20 l عدد الزيارات : 96923

جواد التباعي (°)

استقبل عموم المغاربة بفرح مضمون الرسالة الملكية التي يهيب فيها الملك بشعبه إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة بصفته أميرا للمؤمنين، والساهر على “توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله”.

فرح مشروع تفسره الظرفية الاقتصادية الصعبة، حيث ارتفاع الأسعار واستمرار تداعيات وتضخم الاقتصاد العالمي، وهنا يتجلى البعد الإنساني والاجتماعي للقرار الملكي في التخفيف على الرعية. وقد عبر عدد كبير من المواطنين في الشوارع والأسواق ومختلف التجمعات عن سعادتهم بالقرار، لم يخفِ البعض شماتتهم في “الشناقة” الذين جعلوا أثمان المواشي تحلق عاليا خلال السنتين الأخيرتين.

 بين هؤلاء وأولئك يقع الكساب الصغير الذي تحمل مشاق تربية والعناية بالقطيع في ظرفية صعبة جدا طيلة السنوات السبع العجاف التي تعاقبت على المغرب، وأنفق من مدخراته على مواشيه لشراء الأعلاف المركبة التي بلغت أسعارها أثمنة تفوق الخيال، واشترى التبن والبرسيم …. بأثمنة تضاعف أثمنتها قبل سنوات بين سبع وعشر مرات.

ذلك أن “الأغلبية تعتقد أن” الشناقة” خسروا، بينما الخاسر الحقيقي هم الكسابون في البوادي والجبال والمداشر… لأن الشناقة لا يدخلون تجارة مواشي العيد إلا في الوقت بدل الضائع، يعني على الأقل في الشهر الأخير قبل العيد” يقول أحدهم، ويضيف آخر أن غياب دعم موازٍ للخسائر “سيكون بمثابة  الضربة القاضية لصغار الكسابين اللذين سيتحملون خسائر فادحة قد تتراوح بين % 30و% 50 من أثمنة مواشيهم.

وهذا الأمر سيدفع صغار الكسابين إلى التخلي النهائي عند هذا النشاط الاقتصادي في قادم الشهور، وقد يهاجر عدد منهم إما للعمل كمياومين في ضيعات كبار الملاكين  أو كعمال مياومين في المدن المكتظة” وهو الأمر الذي ينذر بتراجع أكبر للقطيع الوطني خلال السنوات المقبلة، بل منهم من سيدخل الى السجن بسبب تراكم ديون الأعلاف و الأدوية التي كان هؤلاء ينتظرون بيع المواشي بأثمنة مناسبة لتسديدها.

أمام هذا الوضع تبقى وزارة الفلاحة مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لدعم صغار الكسابين (وليس الشناقة)  كما دعمت المستوردين خلال السنوات الماضية عن طريق آلياتها المتعددة  والتي يبقى “برنامج دعم صغار مربي الماشية’ عبر المنصة الوطنية الموحدة، مراكز الإرشاد الفلاحي، وعن طريق الجمعية الوطينة لمربي الأغنام والماعز، والاستعانة بالسلطات المحلية … وذلك قبل فوات الأوان لأن عدم التدخل اليوم يعني تفاقم مشكل تراجع القطيع الوطني خلال السنوات المقبلة كلما كان حجم تضررهم  كبيرا .

(°) باحث في التاريخ والتراث

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 16 مايو 2025 - 09:17

تقرير: المغرب والأردن ومصر حققت تقدما ملحوظا في توسيع التمويل الرقمي والوصول إلى الفئات المهمشة

الجمعة 16 مايو 2025 - 07:19

أبرز عناوين الصحف الوطنية الصادرة الجمعة 16 ماي

الجمعة 16 مايو 2025 - 06:05

🗞️ موجز أنباء العالم حتى الساعة السادسة صباحاً من يومه الجمعة 16 مايو 2025

الجمعة 16 مايو 2025 - 05:42

🌤 توقعات أحوال الطقس – الجمعة 16 ماي 2025

error: