تقرير دولي .. المغرب واحة الاستقرار في زمن العواصف الإرهابية

أنوار بريس الخميس 6 مارس 2025 - 13:30 l عدد الزيارات : 42131

جلال كندالي

في عالم تشهد فيه بؤر التوتر تصاعدا مقلقا للعمليات الإرهابية، يبرز المغرب كواحة أمان استثنائية. وفي هذا الإطار، كشف مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024، أن المغرب سجل درجة صفر في الهجمات الإرهابية، ليصنّف ضمن خمس دول فقط بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لم تشهد أي حادث إرهابي منذ خمس سنوات متتالية. هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل نتاج سياسات أمنية استباقية، وتعاون دولي مكثف، ورؤية شاملة تجمع بين التصدي الأمني الصارم ومواجهة الفكر المتطرف من جذوره.

رغم الانخفاض العالمي في عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 23%، إلا أن حدتها زادت بشكل مقلق، حيث ارتفعت الوفيات بنسبة 22% لتصل إلى 8,352 ضحية. وتظهر الأرقام تركيزا جغرافيًّا لظاهرة الإرهاب، إذ تستحوذ ثلاث مناطق على 94% من إجمالي الضحايا وهي وفق تقرير خاص بمؤشر الإرهاب العالمي، إفريقيا جنوب الصحراء، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا،في حين تصدرت بوركينا فاسو قائمة الدول الأكثر تأثرا بالإرهاب عالميًا للمرة الأولى منذ بدء إصدار المؤشر، حيث فاقت في هذا الصدد،أفغانستان والعراق، إذ سجلت وركينا فاسو  حوالي 2000 قتيل في 258 هجوما، وهو ما يمثل حوالي 25 بالمائة من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب عالميا.

في حين ظل المغرب في مأمن من هذه العواصف، بفضل استراتيجية وطنية تعتمد على تفكيك الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ هجماتها، وتعزيز التعاون الاستخباراتي مع دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا، ودور مؤسسات دينية رائدة كمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة الذي يرسخ خطابا دينيا معتدلا.

لا ينفي النجاح المغربي وجود تهديدات إقليمية جادة، خاصة مع تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي، مثل «القاعدة في المغرب الإسلامي» و»داعش»، والتي قد تزحف نحو الحدود الجنوبية للمملكة،كما تشكل الأزمات السياسية في دول الجوار، والتدفقات غير المشروعة للسلاح، وعودة المقاتلين المغاربة من بؤر التوتر، تحدياتٍ تتطلب يقظة دائمة. لكن المغرب، الذي حول تجربته الأمنية إلى نموذجٍ دولي، يواصل تعزيز آليات مكافحة تمويل الإرهاب، ومراقبة التطرف عبر برامج إعادة تأهيل المُتطرفين، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الأمن وحقوق الإنسان.

التحدي الأكبر اليوم، يتمثل في الحفاظ على هذا الاستقرار وسط بيئة إقليمية مضطربة، فالمغرب، الذي نجح في تحييد 90% من المخططات الإرهابية عبر استباقيتها الأمنية، يدرك أن الحرب على الإرهاب لا تنتصر بالبنادق وحدها، بل بمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابعه الاقتصادية، وتعزيز التعاون عبر الحدود. وهكذا، بينما تحاصر العواصف الإرهابية العالم من كل اتجاه، يظل المغرب شاهدا على أن الأمن ليس حلما مستحيلا، بل إرادة سياسية، ورؤية شامل، وتعاونا إنسانيا لا يعرف الحدود.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 18:14

أرباب سيارات الإسعاف الخاصة بأكَادير يحتجون أمام ثكنة الوقاية المدنية تنديدا بمجانية خدمات نقل المرضى والجرحى والموتى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 18:06

مليكة الزخنيني تطرح مسألة غياب الحكومة عن الجلسات الرقابية

الإثنين 21 أبريل 2025 - 17:59

جماعة سيدي قاسم تبرمج فائض ميزانية 2024 في مشاريع لإعادة الهيكلة والبنية الكهربائية والحماية من الفيضانات

الإثنين 21 أبريل 2025 - 17:45

الحسن لشكر يطالب بإدراج موضوع طارئ حول تعزيز منظومة الأمن المعلوماتي للوزارات لمواجهة التهديدات السيبرانية المتصاعدة

error: