ارتفاع الأسعار في المغرب بين تبريرات الحكومة وانتقادات مؤسسات الحكامة

جواد رسام الأربعاء 19 مارس 2025 - 15:08 l عدد الزيارات : 127671

لقد عرف المغرب في السنوات الاخيرة جدلا كبيرا بين الحكومة المغربية و مؤسسات الحكامة حول موضوع الارتفاع المهول و المستمر لأسعار المواد الاساسية .
ففي الوقت الذي ترجع في الحكومة هذا التضخم الى العوامل الخارجية ، ترى مؤسسات الحكامة ان العوامل الداخلية هي السبب في هذه الازمة ، مما يبقى المواطن المغربي هو الخاسر و المتضرر الاول و الاخير .
فحسب المندوبية السامية للتخطيط، ارتفع الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك في نهاية سنة2024  بنسبة 0.9% مقارنة مع سنة 2023، حيث زادت أسعار المواد الغذائية بـ0.8% والمواد غير الغذائية بـ1.2%.

كما سجل التضخم الأساسي الذي يستثني المواد ذات الأثمان المحددة والمواد ذات التقلبات العالية، ارتفاعًا بنسبة 2.4% خلال نفس الفترة. وتعزو الحكومة هذه الزيادات إلى تقلبات الأسواق العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، مؤكدة أن هذه العوامل خارجة عن إرادتها وتؤثر على الاقتصاد الوطني.

في المقابل، تقدم مؤسسات الحكامة معطيات تناقض التبريرات الحكومية، فلقد اشار المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن المغرب عرف منذ نهاية 2021 موجة تضخم غير مسبوقة تجاوزت في بعض الفترات 10%، مما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر ذات الدخل المحدود والطبقة الوسطى.
ويرى المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن ضعف الرقابة ، وانتشار الممارسات المنافية للمنافسة ، يزيدان من تفاقم الأزمة، في ظل غياب تدخل حكومي فعال لحماية المستهلكين.
أما مجلس المنافسة، فيؤكد بدوره على ضرورة تعزيز آليات الرقابة ومنع الاحتكار لضمان شفافية الأسعار وحماية المواطنين من الاستغلال.

ولا يقتصر الجدل حول التضخم على هذه المؤسسات فقط، بل يمتد ليشمل مؤسسات حكامة أخرى، مثل المجلس الأعلى للحسابات، الذي يبرز الاختلالات في تدبير المالية العامة وتأثيرها على التوازن الاقتصادي، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، التي تسلط الضوء على دور الإعلام في توعية المواطنين بالوضع الاقتصادي، إضافة إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، التي تربط ارتفاع الأسعار بغياب الشفافية وانتشار الاحتكار.

وبينما تستمر الحكومة في تقديم تبريراتها الغير مقنعة ، تؤكد مؤسسات الحكامة أن العوامل الداخلية تلعب دورا رئيسيا في ارتفاع الأسعار، مما يجعل المواطن المغربي أمام واقع اقتصادي صعب، في انتظار إجراءات أكثر فاعلية لحماية القدرة الشرائية مع تعزيز المنافسة العادلة في السوق ، آمل في تدخل ملكي لإعطاء توجيهاته قصد تحسين توزيع المواد الاساسية باثمنة جد معقولة ، و حرصا منه على ضمان العيش الكريم للمغاربة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: