في مبادرة دبلوماسية غير مسبوقة، اقترح المغرب، بصفته رئيسًا لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لشهر مارس، عقد مشاورات غير رسمية مع سبع دول إفريقية تمر بمرحلة انتقال سياسي. جاء هذا الاقتراح خلال اجتماع افتراضي ترأسه السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي، محمد عروشي، الذي أكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار الالتزام الراسخ للمغرب بتعزيز الحوار والسلم والاستقرار في القارة.
ويستند هذا الاقتراح إلى المادة 8- الفقرة 11 من بروتوكول مجلس السلم والأمن، والتي تتيح إجراء مشاورات غير رسمية مع الدول المعنية كلما دعت الحاجة، بهدف الاستماع إليها واستكشاف أفضل السبل لتمهيد الطريق نحو عودتها إلى النظام الدستوري وإعادة اندماجها الكامل في الاتحاد الإفريقي. وأبرز السفير عروشي أن هذه المشاورات تمثل فرصة مهمة لمعالجة تحديات هذه الدول، مع الأخذ في الاعتبار خصوصياتها الوطنية والسياقات الإقليمية المحيطة بها.
ويعكس هذا المقترح المغربي توجهًا جديدًا داخل الاتحاد الإفريقي، يقوم على تعزيز الحوار غير الرسمي كآلية لتجاوز الجمود المؤسساتي وتوفير مساحة للنقاش الصريح والبنّاء بين الدول الأعضاء. كما يؤكد على التزام المغرب بنهج التضامن والتعاون كوسيلة لمعالجة القضايا السياسية والأمنية التي تواجه القارة.
وفي ظل استمرار التحديات التي تعيشها دول عديدة في إفريقيا بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، يمثل هذا الاقتراح المغربي خطوة نحو بلورة حلول إفريقية مشتركة تتماشى مع خصوصيات كل دولة، وتعزز الاستقرار والسلم على المدى الطويل.
تعليقات
0