أثار فيديو منسوب لحالة “اشتباك عنيف بين مؤذن وإمام داخل مسجد في خنيفرة” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية والالكترونية، داخل البلاد وخارجها، حيث تم إقحامه، عن قصد أو بغاية تعبيرية، في سياق خلاف بين الاثنين، مما أدى إلى انتشاره بسرعة وعلى نطاق واسع جدا، وتضمنت إحدى نسخ الفيديو صوتا مركبا لإحدى مذيعات القناة الثانية، بحيث بدا وكأن الواقعة عُرضت في إحدى نشرات أخبار القناة، وذلك باستخدام تقنية جعلت الفيديو يبدو واقعيا تماما، وبعناوين مثيرة، مما دفع المتلقي إلى تصديقه والمساهمة في نشره ومشاركته.
ومنذ مطلع شهر رمضان، لم يتوقف تداول الفيديو مع ما يرافقه من مزاعم، والذي يُظهر شجارا بين شخصين داخل مسجد والصلاة قائمة، حيث قيل إن الشخصين هما لإمام ومؤذن، مع ادعاء أن “الخلاف نشب بسبب قنينات ماء تبرع بها أحد المحسنين”، وهذا المقطع، الذي التُقط من زاوية محددة دون توضيح السياق الكامل، اجتاح المواقع الإلكترونية والصفحات الإخبارية، لتضحى الحادثة مثالا صارخا على قوة التضليل الإعلامي، وكيف يمكن لمحتوى مضلل أن يخدع وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء دون التحقق من صحته.
المثير في الأمر أنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل زُعم أن المشاجرة أدت إلى إصابات خطيرة استدعت نقل أحد الأطراف إلى مستعجلات المستشفى في حالة حرجة، وفي ذلك ما زاد للفيديو إثارة وتشويقا بل وانتشارا واسعا وتفاعلًا كبيرا، مما أثار استنكار المتتبعين الذين فوجئوا بأن الحدث قد اتخذ أبعادا درامية تفوق الواقع بكثير، وأكدت مصادر محلية أن الواقعة لم تكن بالشكل الذي تم ترويجه، بل إن “صانع الفيديو” استغل المشهد بطريقة هدفها تحقيق مشاهدات واسعة وإثارة الجدل ما يستوجب فتح تحقيق بشأنه.
وكان لا بد من التحقق من تفاصيل الواقعة، فتبين أن ما جرى لم يكن سوى سوء تفاهم بسيط تم حله في حينه، ولا يتجاوز أي خلاف بين اثنين، فيما لم يكن في الأمر أي عراك واشتباك بقلب المسجد والمصلون يقيمون الصلاة، ولم يتم تسجيل أي إصابات خطيرة استدعت النقل للمستشفى، وفي ذلك ما يرتبط بنشر خبر أثر على سمعة شخصين عبر فيديو مفبرك من غير المستبعد أن يكون محتواه من خارج الإقليم أو خارج المغرب، وقد يكون المدون المصري الشهير عماد فواز على حق في إشارته لقنوات جزائرية نسبت واقعة مسجد بوهران لمسجد بخنيفرة المغربية.
تعليقات
0