بورصة الدار البيضاء: انتعاش جزئي بعد يوم من الانخفاض الحاد

شهدت بورصة الدار البيضاء يومين متتاليين من التقلبات الحادة، حيث أنهت جلسة الاثنين 7 أبريل 2025 على انخفاض قياسي، قبل أن تستأنف التداولات صباح اليوم الثلاثاء بمكاسب جزئية تعكس حالة من عدم الاستقرار في السوق المالية المغربية.

مساء الاثنين، أغلقت البورصة على تراجع كبير مسجلة خسائر بنسبة 5,38% لمؤشر “مازي” الرئيسي، الذي أنهى الجلسة عند 16.304,66 نقطة، في مناخ بيعي طغى على جميع المؤشرات الفرعية. وانخفض مؤشر “MASI.20” بنسبة 5,71%، بينما تراجع مؤشر الاستدامة “MASI.ESG” بنسبة 4,66%. وكان القطاع الأكثر تضررًا هو الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث سجل مؤشر “MASI Mid and Small Cap” انخفاضًا بنسبة 6,58%.

وعلى مستوى القيم الفردية، سجلت أسهم مثل “ستروك للصناعة” و”أليانس” و”دلتا هولدينغ” خسائر كاملة بلغت الحد الأقصى المسموح به (-9,99%)، في حين تراجعت أسهم أخرى مثل “ديستي تكنولوجيز” و”فيني بروسيت” بنسبة قريبة من 10%. ولم تنج من موجة البيع سوى بعض القيم القليلة مثل “شركة مشروبات المغرب” التي ارتفعت بنسبة 6,45% و”لا بيل في” التي أغلقت بارتفاع 1,2%.

غير أن السوق شهد تحولًا مع افتتاح جلسة الثلاثاء، حيث ارتفع مؤشر “مازي” بنسبة 2,33% ليصل إلى 16.638,87 نقطة، فيما قفز مؤشر “MASI.20” بنسبة 2,36%. كما عوض مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة جزءًا من خسائره مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 2,36%. وقد تفاوت أداء الأسهم الفردية، حيث قادت “ديستي تكنولوجيز” المكاسب بارتفاع 7,86%، تليها “أفريقيا غاز” بنسبة 7,5% و”المعدنية إميطير” بنسبة 5,69%. في المقابل، واصلت بعض القيم مثل “ستروك للصناعة” و”مجموعة م2م” تراجعها بأكثر من 9%.

تحليلًا للأوضاع، يرى مراقبون أن انهيار الاثنين جاء نتيجة ضغوط بيعية مرتبطة بمخاوف عالمية من تباطؤ النمو الاقتصادي، إضافة إلى عوامل محلية مثل تراجع ثقة المستثمرين في بعض القطاعات. أما الارتفاع الجزئي المسجل صباح الثلاثاء، فيبدو أنه يعكس عمليات شراء استغلالية بعد انخفاضات كبيرة، دون أن يشكل بالضرورة تحولًا في الاتجاه العام.

يذكر أن حجم التداولات بلغ أمس أكثر من 928 مليون درهم، تركزت بشكل كبير في أسهم مثل “شركة استغلال الموانئ – مرسى المغرب” و”أليانس” و”الشركة المغربية للأشغال العامة”. في حين بلغت القيمة السوقية الإجمالية للبورصة 847,25 مليار درهم.

في ظل هذه التقلبات، يظل المستثمرون في انتظار مؤشرات أوضح حول اتجاه السوق، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مع تركيز خاص على نتائج الشركات وتطورات الاقتصاد الكلي التي قد تحدد مسار البورصة في الأيام المقبلة.