أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء في واشنطن، مباحثات مع مايك والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، في لقاء يندرج ضمن مسار تعزيز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة خلال تلك الفترة. وجاء هذا اللقاء في مرحلة اتسمت بتعاون وثيق بين البلدين على المستويات الأمنية والاقتصادية، حيث كان المغرب يُعتبر أحد الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في شمال إفريقيا.
تمحورت المحادثات حول تعزيز الشراكة متعددة الأبعاد بين البلدين، مع التركيز على القضايا الأمنية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي كانت تواجه منطقة الساحل والصحراء، حيث لعب المغرب دوراً محورياً في جهود مكافحة التطرف وتعزيز الاستقرار. كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة، في إطار الرؤية المشتركة لتعزيز النمو والتنمية المستدامة.
يُذكر أن هذه المباحثات جرت في سياق الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في ديسمبر 2020، والذي مثّل منعطفاً مهماً في العلاقات الثنائية، حيث أعقبه توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي. كما شهدت تلك الفترة تطوراً ملحوظاً في التبادل التجاري بين البلدين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري آنذاك 4 مليارات دولار، مع توقعات بنمو أكبر في ظل الاتفاقيات الموقعة.
من الناحية الجيوسياسية، مثّل التنسيق المغربي الأمريكي آنذاك عاملاً رئيسياً في معالجة العديد من الملفات الإقليمية، حيث دعم المغرب الرؤية الأمريكية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتعزيز الحلول السياسية للأزمات في ليبيا ومنطقة الساحل.
على الرغم من تغير الإدارات الأمريكية منذ ذلك الحين، إلا أن الزخم الذي شهدته العلاقات المغربية الأمريكية خلال تلك الفترة أسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، وإن بسياقات مختلفة. وتظل هذه المباحثات جزءاً من مسار طويل من التنسيق الثنائي الذي يعكس عمق الشراكة بين الرباط وواشنطن.
تعليقات
0