في مشهد نادر يعكس حجم المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة، ردد مئات الفلسطينيين شعارات مناهضة لحركة حماس خلال تظاهرة حاشدة نظمت الأربعاء في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، مطالبين بوقف الحرب الدامية مع إسرائيل. ووسط حضور كثيف، علت الهتافات “حماس تطلع برا” و”حماس إرهابية”، في مؤشر على تنامي الغضب الشعبي تجاه الحركة التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
المتظاهر أبو إسماعيل وشاح، البالغ من العمر 45 عاماً، قال لوكالة فرانس برس إن ما دفعه للمشاركة هو الرغبة في “وضع حد للحرب”، مضيفاً: “نحن نعيش في حصار ودمار ومعاناة متواصلة”.
ورفعت خلال التظاهرة لافتات حملت عبارات مثل “حماس لا تمثلني”، بينما تحدث المتظاهر أحمد المصري عن استياء الأهالي من “الدمار، القصف المستمر، وأوامر الإخلاء المتكررة”، مشدداً على رغبة الناس في “العيش بحرية” بدلاً من البقاء في “خيمة قطرية”، في إشارة إلى خيام النازحين التي باتت مأوى لجزء كبير من السكان.
وجاءت التظاهرة في وقت أوقفت فيه إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس، لتستأنف هجماتها الجوية والبرية في 18 من الشهر ذاته، منهيةً هدنة امتدت لشهرين مع حماس. ويواجه سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أوضاعاً إنسانية كارثية، حيث نزحت غالبيتهم مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل.
وشهدت التظاهرة أيضاً رفع أعلام مصرية تقديراً لدور القاهرة في الوساطة لوقف إطلاق النار، كما أطلق حسن أبو جراد نداءً لتحرير الرهائن الإسرائيليين قائلاً: “نناشد العقلاء أن يطلقوا فوراً سراح الإسرائيليين المختطفين. يجب أن تتوقف الحرب”.
وأكد أبو جراد في تصريحاته أن الفلسطينيين لا يكنّون الكراهية للإسرائيليين، وقال: “نحن نرفض الإرهاب، نحن شعب يعشق الحياة والسلام”.
من جانبه، قال المتظاهر فهمي زايد: “كفى. نريد أن تنتهي الحرب، أن تُفتح المعابر، وأن يتوفر لنا العلاج والطعام وكل شيء”، فيما شدد داوود زايد على أن “الشعب الفلسطيني في غزة يريد أن يعيش فقط… يريد أن يتنفس بحرية وكرامة”.
وتعد هذه التظاهرة الثالثة خلال شهر واحد للمطالبة بإنهاء الحرب، في وقت تزداد فيه الضغوط الإنسانية والمعيشية على سكان القطاع، وسط تدهور في الخدمات الأساسية ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
تعليقات
0