يُدرس البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا يقترح تقليصًا كبيرًا للحضور الدبلوماسي الأمريكي في إفريقيا والعالم، بما في ذلك إغلاق مكاتب تابعة لوزارة الخارجية تعنى بتغير المناخ والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفق مسودة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس.
وجاءت هذه الخطوة في إطار استراتيجية تهدف إلى خفض التكاليف و”ترجمة أولويات” الإدارة الأمريكية، مع التركيز على عقيدة “أمريكا أولًا”. ومن المقرر أن تشهد وزارة الخارجية “إعادة هيكلة كاملة” بحلول الأول من أكتوبر المقبل.
تستهدف الخطة إعادة تنظيم الجهود الدبلوماسية الأمريكية في أربع مناطق رئيسية: أوراسيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية، وآسيا-المحيط الهادئ. وسيتم إغلاق “مكتب إفريقيا” الحالي واستبداله بـ”مكتب المبعوث الخاص للشؤون الإفريقية”، الذي سيتابع مباشرة مع مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدلًا من وزارة الخارجية.
كما تنص المسودة على إغلاق “كل السفارات والقنصليات غير الأساسية في إفريقيا جنوب الصحراء”، مع تركيز المتبقي منها على مكافحة الإرهاب والاستفادة من الموارد الطبيعية الاستراتيجية.
لن تقتصر التخفيضات على إفريقيا، بل ستشمل أيضًا كندا، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تشهد السفارة الأمريكية في أوتاوا “تقليصًا كبيرًا”. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار سابقًا فكرة ضم كندا كولاية أمريكية.
و تستهدف الخطة تقليصًا كبيرًا لبرامج “القوة الناعمة” الأمريكية، بما في ذلك:
- إلغاء مكاتب تغير المناخ وحقوق الإنسان.
- إغلاق مكتب شؤون النساء والفتيات الأفغانيات.
- تقليص برنامج “فولبرايت” للتبادل الثقافي والتعليمي.
- تعليق معظم تمويلات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وكان ترامب قد بدأ سابقًا في تفكيك شبكة “صوت أميركا” الإعلامية، التي تبث بـ49 لغة حول العالم.
وفي سياق متصل، وصف توم يزدجردي، رئيس رابطة السلك الدبلوماسي الأمريكي، القرار بأنه “يشبه فعلًا حاقدًا”، معربًا عن قلقه من أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى “ملء الفراغ من قبل قوى مثل روسيا والصين”. وأضاف: “القوة الناعمة هي ما يلهم الناس، وإلغاؤها يضعف نفوذنا العالمي”.
يأتي هذا المقترح بعد أيام من تسريب معلومات عن خطة محتملة لتخفيض ميزانية الخارجية إلى النصف، في إطار سياسة ترامب الرامية إلى إعادة هيكلة السياسة الخارجية الأمريكية وفق رؤيته “أمريكا أولًا”.
تعليقات
0