في تطور مفاجئ ومثير للانتباه، أعلنت جبهة البوليساريو على لسان ما يسمى بوزير داخليتها، إبراهيم البشير بيلا، عن استعدادها للدخول في مفاوضات “جدية” بخصوص مستقبل الصحراء المغربية، هذه التصريحات، التي نقلتها وسائل إعلام جزائرية، تعكس تحولا في خطاب الجبهة التي لطالما تمسكت بخيار الانفصال، رغم تزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي.
هذا الموقف الجديد للجبهة الانفصالية يأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية تصب في صالح المغرب، خاصة بعد تجديد الولايات المتحدة تأكيدها على دعم مغربية الصحراء، ودعوة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى مفاوضات فورية وجادة، حيث يبدو أن الضغوط الدولية المتزايدة، خاصة من واشنطن، والجهود الرامية لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، قد دفعت الجبهة لمراجعة مواقفها ومحاولة مسايرة الإجماع الدولي المتنامي حول مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل.
ورغم هذا التحول الظاهري، حاولت الجبهة تغليف موقفها الجديد بشروط مسبقة، مؤكدة استعدادها للحوار “شريطة أن يكون قائما على ما تسميه تقرير المصير”، وهو الشرط الذي تسوقه الجبهة باستمرار رغم تجاوزه دوليا.
كما جددت تمسكها بخيار الانفصال كأحد “الخيارات المطروحة”، في محاولة لحفظ ماء الوجه أمام جمهورها الداخلي والداعم الجزائري، في وقت بات فيه ملف الصحراء يتجه نحو الحسم لصالح سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
تعليقات
0