الحكومة تضحك على ذقون المغاربة: هذه خلاصات حوار اجتماعي بلا روح و بلا عدالة اجتماعية…

محمد رامي الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 23:56 l عدد الزيارات : 9667

محمد رامي

رغم لغة البلاغ الرسمية التي حاول البلاغ الصحفي الصادر عن رئاسة الحكومة اليوم الثلاثاء بشأن جولة أبريل من الحوار الاجتماعي، تقديم الجولة الجديدة من الحوار الاجتماعي كإنجاز نوعي، إلا أن ما بين السطور يكشف أن الأمر لا يعدو كونه تكراراً لممارسات حكومية تسعى إلى تسويق الوهم بدل معالجة الواقع الاجتماعي المتأزم.

فمرة أخرى، نجد رئيس الحكومة يترأس اجتماعات مع النقابات والباطرونا في مشهد أقرب إلى “عرض علاقات عامة” منه إلى حوار حقيقي يفضي إلى تغييرات ملموسة.

البلاغ يتحدث عن “روح إيجابية” و”حوار مسؤول”، لكنه يتجاهل السياق الحقيقي الذي تعيشه فئات واسعة من المواطنين: غلاء المعيشة، ضعف القدرة الشرائية، وتآكل الأجور بفعل التضخم. ما قيمة زيادة 1000 درهم على مرحلتين في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية والضرائب غير المباشرة؟ بل إن تخفيض الضريبة على الدخل بـ400 درهم لا يرقى إلى مستوى تطلعات الطبقة المتوسطة، ويبدو وكأنه رشوة انتخابية مؤجلة.

أما ما سمي بـ”التزامات اجتماعية” و”رفع الحد الأدنى للأجور”، فهي خطوات جزئية ومتأخرة، لا تشمل القطاع غير المهيكل الذي يضم أكثر من نصف اليد العاملة، ولا تحمي العاملات والعمال الزراعيين من هشاشة عقودهم ومخاطر استغلالهم.
الحديث عن إصلاح التقاعد يعيد إلى الأذهان وعوداً كثيرة سابقة لم تر النور، فيما واقع الحال يُظهر أن الحكومة تماطل في تقديم رؤية شاملة وعادلة، وتُغلب منطق التوازنات المالية على حساب الإنصاف الاجتماعي.

كما أن التنويه بالعلاقة مع “الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين” يفترض ضمناً أن النقابات تمثّل كل الشغيلة، وهو أمر مجانب للحقيقة، خاصة مع تنامي الاحتجاجات الفئوية في قطاعات التعليم والصحة والجماعات الترابية، وهي احتجاجات تجد نفسها خارج هذا الحوار المؤطر سلفاً بشروط الحكومة.

هو إذن حوار اجتماعي بلا روح و بلا عدالة اجتماعية…

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 01:14

عبد القادر باينة:ضيف استثنائي برواق مؤسسة وسيط المملكة

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 00:59

« ثَابتًا فِي حَيْرَتِي» بمحمد التهامي الحراق .. استلهام الميراث العرفاني في النظر النقدي

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 23:37

إدريس لشكر يعبّئ الوعي الوطني: معركة الحكم الذاتي بدأت والمطلوب جبهة داخلية واعية وصلبة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 22:52

المغرب يقتحم الأسواق عالية المخاطر بتأمين عمومي.. هل تصمد الصادرات أمام التحديات؟

error: