مغربية الصحراء خيار لا رجعة فيه والمغرب ماضٍ نحو الديمقراطية والتنمية
أكد الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال استضافته في برنامج “فيرال” على قناة “ميدي 1 تيفي” مساء الجمعة 25 أبريل 2025، أن تصريح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، بشأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قضية الصحراء المغربية، كان “صريحًا جدًا وخاليًا من أي لبس”.
وأشار إلى أن هذا التصريح يأتي تزامنًا مع إحاطة المبعوث الأممي للصحراء ستافان دي ميستورا، مما يعكس واقعيةً واضحةً تبتعد عن لغة الدبلوماسية التقليدية والمواقف السابقة التي كان يتم الترويج لها. وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت موقفًا صريحًا وعمليًا، يعكس التزامًا ثابتًا بدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وشدد الأستاذ لشكر على أن أكثر من 120 دولة في العالم تؤيد المبادرة المغربية القائمة على منح الحكم الذاتي كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتجدد تأكيدها على هذا المقترح.
وأوضح أن ما تحقق في الصحراء المغربية من تقدم تنموي يفوق ما حققته بعض المناطق الأخرى، خاصة على مستوى البنية التحتية والمرافق العامة والأساسية.
وأكد الأستاذ لشكر أن “حلمنا هو أن يتدخل المجتمع الدولي لإجبار الجزائر على الإفراج عن المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين يعيشون أوضاعًا مأساويةً ويتعرضون لانتهاكات صارخة، والعودة إلى أرض الوطن للعيش في استقرار وازدهار، والتمتع بكافة حقوقهم”.
من جهة أخرى، وفي ردّه على حادثة الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له إحدى المعلمات على يد تلميذها بمدينة أرفود، مما أدى إلى وفاتها، شدد الأستاذ لشكر على ضرورة حماية المعلمين والكادر التربوي وضمان تمتعهم بحقوقهم كاملةً، بعيدًا عن العنف والاعتداءات. وأكد أن الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته في مكافحة العنف ونشر ثقافة الحوار والتواصل.
وأوضح أن بعض الأحداث استثنائية ولا يجوز التعامل معها بشكل اعتيادي، أو الانسياق وراء ما يروج له “الذباب الإلكتروني” من أخبار مضللة تهدف إلى الإساءة أو إثارة الرأي العام. وشدد على أهمية التربية والتكوين لتمييز الخبر الصحيح من الزائف، مع تجنب خطاب التحريض والتكفير والإشاعة والتشهير.
وأشار الكاتب الأول، في تفاعله مع الشباب خلال البرنامج، إلى أن التربية السليمة للأطفال وتأهيل الشباب تعدّان ركيزتين أساسيتين لمواجهة هذه الظواهر المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي. وأكد أن المدرسة والأسرة يجب أن تلتزما بدورهما الكامل في التربية وطرح الحلول العملية لتعزيز الحوار والنقاش البنّاء.
وفيما يتعلق بتسريب البيانات الشخصية للموظفين واختراق نظام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أكد الأستاذ لشكر أن الحكومة كانت مطالبةً بكسر صمتها وتقديم توضيحات عما حدث. وأضاف أنه كان على رئيس الحكومة أن يقدم إفادةً للبرلمان حول مستوى تقدم المغرب في مجال الرقمنة وحماية البيانات وتعزيز المكاسب المحققة.
وبخصوص الأزمة الحكومية السابقة، أشار الأستاذ لشكر إلى أن رئيس الحكومة السابق كان المسؤول عنها بسبب مزاعمه وافتراءاته، موضحًا أن الاتحاد الاشتراكي لم يتحالف مع حزب العدالة والتنمية، بل ساهم في حل الأزمة التي افتعلها عبد الإله بنكيران عندما تعهد بعدم دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة وتحدث عن “تسخين الكتاف”. وتابع قائلًا: “من المستحيل أن نكون في تحالف أو حتى اتفاق مع حزب العدالة والتنمية.”
وأكد الأستاذ لشكر أن المغرب يتطلع إلى عصر جديد قائم على الحريات والمساواة والإبداع والديمقراطية وحقوق الإنسان، قائلًا: “مغرب اليوم هو مغرب التنمية والحرية والتعبير والمساواة، وليس مغرب ستينيات القرن الماضي.”
وفيما يعلق بتصريح الرئيس السابق للهيئة الوطنية للنزاهة ومحاربة الرشوة حول التكلفة المالية للفساد في المغرب، أكد الأستاذ لشكر أن المغرب بلد المؤسسات، حيث يتولى القضاء والنيابات العامة والمحاكم المالية والمجلس الأعلى للحسابات مسؤولية البت في مثل هذه القضايا إذا ثبتت الأدلة. وأشار إلى أن لهذا الأمر تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد والاستثمار.
واعتبر الأستاذ لشكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الحالية يمثل فرصةً سنويةً مهمةً لاقتناء الكتب والاطلاع على الإبداعات الأدبية، مما يسهم في تنمية الفكر والقراءة.
واختتم الأستاذ لشكر حديثه بالتأكيد على أن شباب اليوم هم قادة المستقبل، معربًا عن فخره بما يتمتع به الشباب المغربي من وعي وإبداع وابتكار وتطلع نحو الأمام بأمل وتفاؤل.
تعليقات
0