المعهد الفرنسي لمكناس يدفع ب “جامعته الصيفية” إلى خنيفرة في برنامج تكويني متوج باتفاقية شراكة

أحمد بيضي

في إطار تعزيز التعاون التربوي وتطوير الكفاءات المهنية للأطر التعليمية، التأمت كل من مؤسسة “نور الرسالة”، بخنيفرة، والمعهد الفرنسي، بمكناس، لتنظيم برنامج تكويني، بخنيفرة، في إطار لقاءات “الجامعة الصيفية”، وذلك على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 6 و7 ماي 2025، ويندرج هذا البرنامج ضمن الدينامية التربوية المشتركة الرامية إلى تجديد الممارسات الصفية، وتحفيز المدرسين على استكشاف مقاربات بيداغوجية مبتكرة ومتكاملة، تستهدف مختلف المستويات التعليمية من التعليم الأولي إلى الثانوي.

البرنامج الذي انطلق، صباح الثلاثاء، في رحاب المؤسسة المذكورة، بجلسة افتتاحية تم فيها تبادل كلمات الترحيب بين المؤسسة المضيفة والمعهد الفرنسي، لم يفت فيها مدير المعهد الفرنسي بمكناس، فابريس مونجيات Fabrice Mongiat، وضع الحضور في صميم وأهداف اللقاء، مع الإعلان عن افتتاح “الجامعة الصيفية” للتكوينات، وقد حضر مدير المعهد مرفوقا بفريق تتقدمه المساعدة في التعاون اللغوي والتربوي، مريم الداودي، والمكلف بمهمة تطوير الشراكات الخاصة بدورات اللغة، الحسين دعنون.

وبينما سجل اللقاء التكويني حضور حوالي 150 من المعنيات والمعنيين بالتكوين، من مربيات ومربين في التعليم الأولي، وثلة من أساتذة التعليم الإعدادي والثانوي، ومكوّنين بمراكز الفرصة الثانية، فقد عرف مشاركة مجموعة من المؤطرين والخبراء التربويين من المغرب وفرنسا، من بينهم: حنان بن عاشور، حميد تبان، هشام السعداني، أحمد أربان، أحمد زياني، ماري-هيلين أوبير Marie-Hélène Aubert، وباسكال لوجويو Pascale Lejoyeux  وقد انطلقت التكوينات بتوزيع المشاركين على ورشات تناولت مواضيع محورية.

ومن الورشات النوعية، ورشة “القراءة من أجل المتعة” التي تهدف إلى إعادة إحياء حب المطالعة في نفوس المتعلمين من خلال اعتماد طقوس يومية تجعل من القراءة لحظة منتظرة ومتجددة، ترتكز على وسائط متنوعة كالمطبوعات، والكتب الرقمية، والقصص الصوتية والمصورة، مع التركيز على تنمية الذكاء العاطفي عبر التفاعل مع النصوص، فيما تم تخصيص ورشة تفاعلية أخرى لتقديم مفاهيم الرياضيات والعلوم من خلال اللعب، تستهدف التعليم الأولي، وتهدف إلى إثراء رصيد الطفل اللغوي والعلمي بشكل مبسط وممتع.

أما في مجال الرقمنة، تم تخصيص ورشة للتكوين حول طرق توظيف الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، مع التركيز على كيفية دمج هذه الأدوات الحديثة في الممارسات التعلمية اليومية، وفهم أدوارها التربوية، كما تطرق البرنامج إلى موضوع “اضطرابات التعلم”، من خلال ورشة تشرح الفرق بين صعوبات التعلم والاضطرابات التعلمية، مع تقديم مداخل نظرية وتطبيقية لفهم أسباب هذه الظواهر، واقتراح حلول بيداغوجية للمساعدة على تجاوزها.

وحظيت القراءة باللغة الفرنسية بنصيب من البرنامج، عبر ورشة ركزت على جعل القراءة لحظة لعب وتعلم ممتعة من خلال توظيف نصوص وقصص موجهة للأطفال، أما بخصوص التعليم الأولي، فتمت معالجته في ورشة أبرزت دور المربي في بناء علاقة إيجابية مع الأسرة، وتدبير القسم، وتفعيل الطقوس التربوية الأساسية كتحية الصباح، ومتابعة أحوال الطقس، وتوظيف أنشطة تربط بين الرسم والكتابة، وبين الأرقام والكميات، إلى جانب أنشطة سردية بالأشكال والصور، وألعاب حركية تساهم في تنمية المهارات النفسحركية للأطفال.

ولم يختتم البرنامج إلا بإضافة نقطة تهم زيارة ميدانية إلى “مزرعة بيداغوجية” لفائدة المشاركين، بهدف الاطلاع على فضاءات متنوعة كالمشتل، والحديقة الحيوانية، والبرك، وغيرها، في سبيل إتاحة فرص للتبادل غير الرسمي بين المؤطرين والمرافقين، قبل عقد لقاء رسمي بين الفرق التربوية لمؤسستي “نور الرسالة” و”المعهد الفرنسي”، خصص لمناقشة سبل تعزيز التعاون المستقبلي، وتحديد مجالات الشراكة والاتفاق على بنودها، ليسدل الستار على أشغال “الجامعة الصيفية” باجتماع ودي على أساس تقوية الروابط بين المشاركين.

وعلى هامش اللقاء التكويني، تم الاتفاق على اتفاقية الشراكة بين المؤسستين، على أساس اعتماد “نور الرسالة” كمركز ملحق بالمعهد الفرنسي، مما يؤهلها لاستضافة اختبارات اللغة الفرنسية لفائدة تلاميذ وطلبة الإقليم الراغبين في الالتحاق بالشعب الفرنكوفونية، سواء في التعليم العمومي أو الخصوصي، دون الحاجة إلى التنقل إلى مدينة مكناس، مع تسهيل تتبع مساراتهم الدراسية بالخارج، فيما تشمل الاتفاقية فتح المجال أمام الأساتذة العاملين بالإقليم للاستفادة من دورات بيداغوجية وتربوية، تعزز كفاءاتهم في ميدان تدريس اللغة الفرنسية.