أيوب السعود
في كل عام، يُحيي المسلمون في سبتة المحتلة عيد الأضحى وسط أجواء تتجاوز الجانب الديني لتلامس أبعاداً سياسية وثقافية عميقة. هذا العام، أثار قرار بعض العائلات الامتناع عن أداء الأضحية تماشياً مع فتوى المجلس العلمي الأعلى بالمغرب جدلاً واسعاً، خاصة في الإعلام الإسباني الذي لم يُخفِ انزعاجه من هذا التوجه.
ما أثار حفيظة الصحافة الإسبانية لم يكن فقط القرار الديني في حد ذاته، بل الدلالة السياسية التي قد يحملها في مدينة تتقاسم الجغرافيا مع المغرب وتعيش في ظل الاحتلال الإسباني. تقارير إعلامية أبدت قلقاً واضحاً من أن يصبح هذا النوع من القرارات مدخلاً لتنامي الولاء للمغرب، في وقت تحاول فيه الدولة الإسبانية فرض مرجعيات دينية محلية والتحكم في هوية السكان المسلمين، الذين يشكلون الأغلبية في المدينة.
السلطات سعت إلى توفير الأضاحي محلياً وتخفيض أسعارها، ليس فقط من باب التسهيل، بل في محاولة لقطع الطريق على أي ارتباط ديني أو معنوي مع المغرب. هذا السلوك يعكس خوفاً مزمناً من أن تتحول مثل هذه الخطوات الفردية إلى توجه جماعي يفتح الباب مستقبلاً أمام مطالب سياسية قد تُحرج مدريد، خصوصاً إذا ارتبطت بمطلب استعادة سبتة إلى السيادة المغربية.
تعليقات
0