فدوى الرجواني
يبدو أن التوترات داخل قيادة جبهة البوليزاريو ستزيد حدتها عقب قرار الأممية الاشتراكية السماح بمشاركة حركة “صحراويون من أجل السلام” في اجتماعاتها، بعد أن تم قبول عضويتها كملاحظ (نفس وضعية الجبهة) بآخر مجلس لها بالرباط دجنبر الماضي، هذه الخطوة تحد مباشر للبوليزاريو، التي لطالما ادعت أنها الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، غير أن قبول الأممية الاشتراكية بحركة سياسية جديدة تحمل رؤية مختلفة بشأن مستقبل القضية الصحراوية يضعف هذا الادعاء بشكل كبير، ويفتح الباب أمام تعددية سياسية غير مسبوقة داخل المشهد الصحراوي..

وفي محاولتها لإثبات موقفها، لجأت البوليساريو المنهكة داخليا ودوليا إلى أساليب تقليدية، حيث اتهمت الحركة بمحاولة “إرباك” و”تضليل” أعضاء المنظمة الاشتراكية العالمية، مستندة إلى مصدر إعلامي اسباني وحيد تدعم وجهة نظرها، في محاولة لتشويه صورة الحركة الجديدة، غير أن هذه التحركات لم تلقى أي صدى لدى القيادات الاشتراكية العالمية والتي اعتبرت ان الحركة تستوفي كل شروط تمثيل الصحراويين داخل الأممية كما أنها مرت من جميع مراحل قبول العضوية..
ويبدو أن هذا التحول السياسي لا يقتصر على مجرد اعتراف منظمة دولية بحركة جديدة، بل يعكس واقعا أوسع يتمثل في تراجع تأثير البوليزاريو على المستوى الدولي، مقابل تنامي حضور المغرب وحلفائه في القارات الثلاث: إفريقيا، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، فمع اتساع دائرة المؤيدين لمقترح الحكم الذاتي، الذي يُنظر إليه كحل عملي لإنهاء النزاع، تجد البوليزاريو نفسها أمام تحديات كبيرة في محاولتها الحفاظ على نفوذها السياسي وتفشل في مواكبة التغيرات داخل المجتمع الصحراوي الذي يشهد اليوم ديناميكيات جديدة تدفع نحو البحث عن حلول أكثر واقعية، بعيدا عن الشعارات التقليدية التي فقدت بريقها أمام الوقائع السياسية والاقتصادية المتغيرة..
تجدر الإشارة أن الاتحاد الاشتراكي لعب دورا في قبول عضوية هذه الحركة لحظة استضافته لأشغال الأممية الاشتراكية بالمغرب بعد أن تقدمت الحركة بطلبها المقنع والجدي وانخرط في الضغط في إتجاه إقناع باقي الأحزاب الاشتراكية العضوة بالأممية لقبول عضوية الحركة..
تعليقات
0