بولعجول: المغرب صوت الدول الإفريقية في مجال السلامة الطرقية

أكد المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بناصر بولعجول، على هامش مشاركته في القمة الثامنة عشرة للمنتدى الدولي للنقل بمدينة لايبزيغ، أن المغرب يرسخ مكانته كفاعل ملتزم وصوت للدول الإفريقية من أجل جعل السلامة الطرقية أولوية سياسية عالمية.

وذكر المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، الذي كان ضمن الوفد المغربي الذي ترأسه وزير النقل واللوجستيك في القمة الثامنة عشرة للمنتدى الدولي للنقل (21-23 ماي)، بأن المغرب استضاف، في فبراير الماضي بمراكش، المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة على الطرق، ليصبح بذلك أول بلد عربي وإفريقي ينظم حدثا دوليا بهذا الحجم.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تميز بتحقيق تقد مين كبيرين يتمثل الأول في اعتماد “إعلان مراكش” بالإجماع، ويعم الثاني إحداث “جائزة محمد السادس الدولية للسلامة الطرقية”، وهو ما يعكس الأهمية التي يوليها جلالة الملك لهذه القضية، على الصعيدين الوطني والدولي.

وأوضح أن إعلان مراكش، الذي كان محور اجتماع رفيع المستوى خلال قمة لايبزيغ، يرتكز على أربعة محاور أساسية، وهي القيادة السياسية، التمويل، تنظيم المركبات، وجودة البيانات. وشدد على ضرورة إدراج السلامة الطرقية ضمن أولويات الأجندة الحكومية، معتبرا أنه في غياب التزام سياسي قوي، يصبح من الصعب تعبئة الموارد اللازمة أو ترسيخ ثقافة مستدامة للسلامة الطرقية.

وشكلت هذه القضايا، التي أثارها المغرب في إطار التزامه الإقليمي والدولي بالنهوض بالسلامة الطرقية، في صلب مباحثات السيد قيوح مع عدد من نظرائه الأجانب وممثلي المنظمات الدولية، كما كانت ضمن جدول أعمال الوفد المغربي المشارك في القمة الثامنة عشرة للمنتدى الدولي للنقل.

كما سلط المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) الضوء على إشكالية التمويل، وهي مسألة كانت في صلب أعمال الوفد المغربي خلال قمة لايبزيغ، مشيرا إلى أن العديد من الاستراتيجيات تظل غير قابلة للتنفيذ في بلدان الجنوب بسبب محدودية الموارد.

وفي هذا السياق، دعا إلى تعزيز التضامن من جانب الدول المتقدمة، من أجل مساعدة الدول النامية على تحقيق الأهداف التي حددتها الأمم المتحدة، والرامية إلى خفض عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السير بنسبة 50 بالمائة في أفق سنة 2030.

أما المحور الآخر الذي تم التطرق إليه فيتمثل في تنظيم قطاع المركبات، لاسيما ما يتعلق بضبط استيراد السيارات المستعملة. وحذر في السياق من خطر تحول إفريقيا إلى “مكب نفايات” للسيارات غير المطابقة للمعايير القادمة من الدول الصناعية، داعيا إلى إرساء معايير دنيا صارمة للسلامة.

وفي ما يتعلق بالبيانات، نبه بولعجول إلى الفجوات المسجلة بين الأرقام التي تقدمها بعض الدول وتلك الصادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسلامة الطرقية ومنظمة الصحة العالمية، داعيا إلى إرساء قواعد بيانات موثوقة تمك ن من توجيه السياسات العمومية بشكل فع ال.

وأشار إلى أن المغرب يواصل جهوده لجعل إعلان مراكش قرارا رسميا للأمم المتحدة. ولتحقيق هذه الغاية، تعمل المملكة بشكل وثيق مع شركاء أفارقة وإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي، والبنك الإفريقي للتنمية، والمرصد الإفريقي للسلامة الطرقية، وهو هيئة يرأسها المغرب.

وفي هذا الإطار، أكد بولعجول مجددا التزام المغرب بتنظيم اجتماع قاري لتتبع التقدم في منتصف المدة، وذلك لتقييم تنفيذ توصيات الإعلان، الذي يستهدف البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء.

ومن مراكش إلى لايبزيغ، يواصل التزام المغرب، الذي يتجسد على وجه الخصوص في إعلان مراكش وجائزة محمد السادس الدولية للسلامة الطرقية، حشد المجتمع الدولي. وتساهم هذه المبادرات في ترسيخ مكانة المملكة كفاعل محوري في النقاشات الدولية حول مستقبل النقل والسلامة الطرقية.