في حادثة سير مأساوية هزّت الرأي العام المحلي والوطني، لقيت أربع نساء مصرعهن وأصيبت تسع أخريات بجروح متفاوتة الخطورة، صباح اليوم، إثر انقلاب سيارة من نوع “بيكوب” بجماعة سبت الكردان، نواحي إقليم تارودانت، كانت تقل على متنها عاملات في القطاع الفلاحي.
وأوضح بلاغ صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير أن الحادث وقع نتيجة انفجار إحدى عجلات السيارة، ما أدى إلى فقدان السائق السيطرة عليها، واصطدامها بسيارة أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس. وقد أدى هذا الاصطدام القوي إلى وفاة أربع نساء في عين المكان، فيما تم نقل خمس أخريات في حالة حرجة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، إلى جانب ستة مصابين بجروح خفيفة من بينهم سائقا المركبتين.
وأكد المصدر القضائي أن النيابة العامة فتحت تحقيقًا دقيقًا ومعمقًا لتحديد ملابسات الحادث، والوقوف على جميع العوامل التي ساهمت في وقوعه، بما في ذلك ظروف نقل العاملات الفلاحيات ومدى احترام معايير السلامة المفروضة قانونًا.
تأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الواجهة الظروف المزرية التي تعيشها العديد من النساء العاملات في القطاع الفلاحي، خصوصًا في ما يتعلق بوسائل النقل غير الآمنة والمخالفة لقوانين السير. وتشكل سيارات “البيكوب” أحد أبرز وسائل النقل المعتمدة في هذه المناطق، رغم افتقارها لمعايير السلامة الكافية، ما يؤدي سنويًا إلى سلسلة من الحوادث المميتة.
وقد خلّف الحادث حالة من الحزن والاستياء وسط ساكنة المنطقة، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع تُظهر لحظات التدخل لإنقاذ الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، مع مطالبات متجددة بإيجاد حلول جذرية لهذا النوع من الحوادث، بما في ذلك تنظيم قطاع نقل العاملات الزراعيات بشكل يحفظ كرامتهن وأرواحهن.
في الوقت الذي تواصل فيه الجهات المعنية التحقيق في الحادث، تعالت الأصوات من مختلف الفعاليات المدنية والسياسية من أجل فتح نقاش وطني جاد حول وضعية النقل المهني في الوسط القروي، خاصة بالنسبة للعاملات الفلاحيات، مؤكدين على ضرورة إعادة النظر في الإطار القانوني والتنظيمي لضمان السلامة الجسدية لفئات هشة تعاني في صمت.
هذا وتنتظر ساكنة سبت الكردان ومعها الرأي العام الوطني ما ستُسفر عنه التحقيقات القضائية، وترتيب المسؤوليات في هذه المأساة الإنسانية التي أودت بحياة نساء خرجن لكسب لقمة العيش، فعُدن محمولات في نعوش.
تعليقات
0