آخر تطورات المواجهة بين إسرائيل وإيران: ضربات متبادلة وتصعيد غير مسبوق يهدد بانفجار إقليمي

دخل الصراع بين إسرائيل وإيران مرحلة بالغة الخطورة، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية واسعة النطاق على أهداف عسكرية ونووية داخل العمق الإيراني، أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، وردت عليها طهران بهجمات صاروخية مكثفة، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية مدمرة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مساء السبت أن بلاده “وجهت ضربة فعلية” للبرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن الغارات التي نفذتها عشرات الطائرات الحربية منذ فجر الجمعة “ستتواصل بقوة أكبر”. وفي خطاب مصور، قال نتنياهو: “سنضرب كل موقع، كل هدف تابع للنظام. لقد عبدنا طريقًا إلى طهران، وقريبا سترون طائراتنا في سماء العاصمة الإيرانية”.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من “تحقيق حرية الحركة الجوية” من غرب إيران إلى طهران، عبر ضربات نفذتها 70 مقاتلة استهدفت منصات صاروخية ومراكز قيادة. وأكد متحدث باسمه “تصفية أكثر من 20 قائدا عسكريا”، بينهم قائد صواريخ أرض-أرض ورئيس استخبارات القوات المسلحة الإيرانية.

كما  أعلن الجيش الإسرائيلي السبت إنه قصف منشأة تحت الأرض تضم صواريخ أرض-أرض وكروز في مدينة خرم آباد بغرب إيران.
وقال المتحدث العسكري إيفي ديفرين للصحافيين “هذا موقع مهم، حتى أنه تم عرضه سابقا في فيديو دعائي من قبل النظام الإيراني”، في إشارة الى لقطات عرضها الحرس الثوري في وقت سابق من هذا العام، قال إنها تعود لقاعدة صاروخية جديدة تحت الأرض.

في المقابل، ردت إيران بإطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، استهدفت مدنًا إسرائيلية مركزية، منها تل أبيب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح، وفق ما أعلنته فرق الإسعاف. كما أُصيب القنصل الكرواتي وزوجته بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ على مقر إقامتهما.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان توعد في اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني بـ”رد أشد وأقوى”، في حال استمرت إسرائيل في اعتداءاتها، بينما أعلنت السلطات الإيرانية أن حصيلة القتلى بلغت 78 شخصا بينهم كبار القادة، إلى جانب أكثر من 320 مصابًا. كما سُجّل مقتل 30 عسكريا في محافظة أذربيجان الشرقية الحدودية، وفق تصريحات رسمية.

التصعيد العسكري ألقى بظلاله على الجهود الدبلوماسية، إذ أعلنت سلطنة عمان إلغاء جولة المحادثات التي كانت مقررة الأحد في مسقط بين واشنطن وطهران. ورغم ذلك، أكدت واشنطن، على لسان وزير الدفاع الأميركي، أنها “لا تزال مهتمة بالمفاوضات” بشأن البرنامج النووي الإيراني، بينما اتهمت الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة بدعم العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك استهداف منشآت نووية سلمية.

في الأثناء، اتخذت دول إقليمية مواقف متباينة؛ حيث أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعم بلاده لحقوق إيران “المشروعة”، مع رفضه للهجمات الإسرائيلية، في حين حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من اندلاع “حرب مدمرة” قد تؤدي إلى موجات هجرة غير مسبوقة نحو دول المنطقة.

وفي تطور لافت، كشف مسؤول إسرائيلي للقناة 13 أن بلاده “لا تعتزم تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل”، لكنها “ألحقت بها أضراراً كبيرة ستؤخر المشروع النووي الإيراني لسنوات”. وتوقع أن ينتهي التصعيد بـ”اتفاق شامل”، على غرار سيناريوهات سابقة.

من جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن انفجارات كبيرة في منشآت استراتيجية، بينها حقل بارس الغازي ومصفاة بوشهر، بفعل ضربات إسرائيلية بطائرات مسيرة، ما يشير إلى اتساع نطاق العمليات ليشمل البنى الطاقية الحيوية. كما أعلنت طهران إسقاط مقاتلة إسرائيلية F-35 غرب البلاد، بعد استهدافها من طرف الدفاعات الجوية.

وفي ضوء تصاعد التوتر، أغلقت إسرائيل مطار بن غوريون، ونقلت طائرات شركات الملاحة الإسرائيلية إلى قبرص واليونان والولايات المتحدة تحسبا لهجمات إضافية، بينما أعلنت مصادر إيرانية أنها “تدرس بجدية” إغلاق مضيق هرمز، ما ينذر بأزمة طاقة عالمية.

الوضع الميداني المتقلب يشي بأن المواجهة مرشحة للتصعيد خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل إصرار كل طرف على توجيه الضربات “الرادعة”، واستمرار التراشق الإعلامي والدبلوماسي، مع غياب مؤشرات واضحة على عودة قريبة إلى طاولة الحوار.