مراسلة خاصة
كان مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي في نانسي مناسبة لرصّ صفوف العائلة السياسية الاشتراكية وتجاوز الخلافات التي ظهرت خلال مؤتمر مرسيليا السابق. وقد كان شعار جميع الأطر الحاضرة في المؤتمر هو الوحدة.
وقد شكّل المؤتمر الـ81 في مدينة نانسي فرصةً للاتحاد الاشتراكي، ولرئيس وفده في هذا المؤتمر الأخ المهدي المزواري، من أجل إعادة توطيد العلاقات، وإيصال رسالة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى رفاقه الفرنسيين، مهنئًا إياهم على وحدتهم وتطلعاتهم لمواجهة الاستحقاقات المقبلة بعد انتخابهم للكاتب الأول والمجلس الوطني.
في هذا السياق، نقل ممثل الحزب رسالة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الأستاذ إدريس لشكر، إلى الكاتب الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفييه فور، الذي هنّأه باسم المكتب السياسي على إعادة الثقة فيه للمرة الرابعة على رأس الحزب، وعلى تمكنه من إعادة الوحدة إلى هذه العائلة الاشتراكية التي تحتفل بمرور 120 سنة على تأسيسها، وتوحيد نصوصها المرجعية.
وحرص ممثل الحزب على لقاء مختلف تيارات الحزب الاشتراكي لتهنئتهم، وفي مقدمتهم نيكولا فالو وموريس ماييرروسينيول، الكاتب الوطني المكلّف بالعلاقات الدولية، إذ أشار باسم الحزب إلى الوضع الخاص الذي يعرفه العالم اليوم، وتزايد بؤر التوتر، مما يجعل التشبث بالقيم الاشتراكية، والسلم، والتعاون الدولي، ضرورة ملحّة في عالم تتعاظم فيه قوة اليمين المتطرف والقوى الرجعية بأوربا وعبر العالم.
فضلاً عن ذلك، تبادل المزواري وجهات النظر مع عدد من المسؤولين من الحزب الاشتراكي الفرنسي من أصول مغربية، الذين عبّروا عن ضرورة تطوير علاقات خاصة مع المغرب، وتحديدًا مع الاتحاد الاشتراكي العضو بالأممية الاشتراكية. ومن ذلك اللقاء الذي أجري مع كمال الشبلي نائب رئيس جهة أوسيتاني، وكريم بوعمران عمدة مدينة سان أوين، ولمياء الأعرج، وفاطمة يادين، المسؤولة المالية عن الحزب الاشتراكي الفرنسي بمنطقة باريس.
في الندوة المخصصة للعلاقات الدولية بالمؤتمر، جرى لقاء مع شانتال كمبوا، منسقة الأممية الاشتراكية، التي هنّأت الاتحاد الاشتراكي على نجاحه في تنظيم لقاء الأممية الاشتراكية في الرباط. كما دعت، في كلمتها في نانسي، إلى إعادة لعب دور محوري للاشتراكيين في بلدانهم وداخل العائلة الاشتراكية عبر العالم. وأضافت أمام المؤتمرين أن فرنسا اليوم تحتاج إلى حزب اشتراكي موحَّد، يشكل الأمل في عالم يشهد أزمة ديمقراطية وتصاعد القوى الشعبوية واليمينية المتطرفة. وأكدت أن إفريقيا وأمريكا اللاتينية تحتاج إلى حزب اشتراكي فرنسي قوي يلعب دورًا في الواجهة، لتمكين القوى التقدمية في الأممية الاشتراكية من مواجهة صعود اليمين الرجعي والشعبوي عبر العالم.
كما أجرى ممثل الحزب مباحثات مع بول مانييت، الكاتب الأول للحزب الاشتراكي البلجيكي، حول آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين الحزبين، وتمت دعوة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي لزيارة بلجيكا والعمل على تطوير العلاقات الثنائية، خاصة بالنظر لوجود جالية مغربية مهمة بها وعدد من الكفاءات المغربية المقيمة.
إلى ذلك، اختُتمت المشاركة الاتحادية في المؤتمر بلقاء مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية صفوت ابراغيت، سفير دولة فلسطين باليونيسكو، الذي كان حاضرًا في المؤتمر، وألقى كلمة باسم منظمة التحرير الفلسطينية في الندوة الدولية.
وخلال تدخله، ذكّر بالمجهودات التي قامت بها المنظمة وزعيمها الراحل ياسر عرفات من أجل السلام، وحل الدولتين، وندّد بالقوى المتطرفة من الطرفين التي نسفت آمال السلام، وقادت إلى حصار ياسر عرفات واغتيال إسحاق رابين من طرف أحد المتطرفين.
وأكد ممثل الاتحاد الاشتراكي، خلال لقائه بالسفير الفلسطيني، موقف القيادة والمناضلين المبدئي حول دعم القضية الفلسطينية، والتنديد بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ودعم الحزب للسلطة الفلسطينية وحل الدولتين.
وقد كانت المناسبة أيضًا سانحة للقاء عدد من الوفود الاشتراكية المشاركة، منها ممثل حزب العمال البريطاني، وممثل حزب النيجر ادريسا وزيري، بالإضافة إلى ممثلي الكونغو الديمقراطي والكاميرون.
تعليقات
0