تفاصيل مأساة غرق يافع مغربي مقيم بإيطاليا.. فقد حياته بعد محاولته إنقاذ سياح 

شهد شاطئ “ليدو ديلي إستينسي” بمقاطعة فيرارا الإيطالية، بعد ظهر السبت 14 يونيو، مأساة أليمة راح ضحيتها شاب مغربي يُدعى أيمن الدفالي، يبلغ من العمر 16 سنة، حيث غرق في البحر أثناء محاولته إنقاذ سائحين كانا في وضعية خطر.

كان أيمن على متن دراجة مائية (بيدالو) برفقة ثلاثة من أصدقائه، حين قرر دون تردد القفز في البحر بعد أن لمحوا رجلًا وامرأة يطلبان النجدة ويواجهان صعوبة في السباحة، في منطقة غير مخصصة للسباحة وخالية من خدمات الإنقاذ.

أيمن، الذي كان يعيش مع عائلته في “كاستيلنوفو باريانو” بمقاطعة روفيغو بعد وصوله إلى إيطاليا منذ ثلاث سنوات فقط، قرر قضاء يوم على البحر مع أصدقائه. وبحسب التحقيقات الأولية، فقد لاحظت المجموعة السائحين يصارعان التيار ولم يتمكنا من العودة إلى الشاطئ، فقرر أيمن التدخل بشجاعة.

في الوقت نفسه، تدخل منقذ من أقرب محطة شاطئية بواسطة زورق نجاة وتمكن من إنقاذ السائحين. أما أصدقاء أيمن الثلاثة الذين ظلوا على متن الدراجة المائية، فقد فقدوا أثره تمامًا. أعيد الغوص للبحث عنه، ليتم العثور عليه فاقدًا للوعي، وسُحب إلى الشاطئ حيث تدخلت فرق الإسعاف على الفور. وقد حطّت مروحية طبية قادمة من مستشفى “سانتا ماريا ديلي كروتشي” في رافينا لتقديم المساعدة، لكن محاولات الإنعاش القلبي الرئوي التي استمرت عدة دقائق باءت بالفشل، وتم إعلان وفاته نتيجة غرق محتمل.

اللافت أن السائحين اللذين أنقذهما أيمن غادرا الشاطئ بعد الحادث، ولم يتم العثور عليهما لاحقًا من قبل خفر السواحل. وقد استمعت السلطات إلى عدة شهود، بينهم الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا مع الضحية، أحدهم كان في حالة صدمة كبيرة. وذكرت التحقيقات أن أحدهم قفز أيضًا مع أيمن وكان يرتدي سترة نجاة، مما مكنه من العودة إلى الأمان. وبحسب أصدقائه، فإن أيمن كان يعرف كيف يطفو على الماء لكنه لم يكن سباحًا ماهرًا.

وأكد المنقذ “مورينو أوغيري” الذي أنقذ السائحين: «أعدتهما إلى منطقة يمكنهما الوقوف فيها، ثم عدت فورًا إلى البحر لأن هناك بلاغًا بوجود شخص ثالث مفقود». وبعد نهاية عملية الإنقاذ التي انتهت بشكل مأساوي، لم يُعثر على السائحين، ويُرجّح أنهما غادرا المكان دون أن يدركا خطورة ما حدث، أو ربما أصابهما الخوف.

تحية من سالفيني: «شكرًا لك يا أيمن»

نشر نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني منشورًا أعرب فيه عن «امتنانه الأبدي» للشاب المغربي، واصفًا ما قام به بأنه «عمل شجاع ونبيل». كما عبّر النائب عن الحزب الديمقراطي ماركو فورفارو عن تأثره بالقصة قائلًا: «في زمن يُنظر فيه إلى الشباب مثل أيمن كخطر أو يُوسمون بصفات مشينة، يقدم لنا هذا الفتى درسًا عظيمًا: لسنا من حيث نأتي، نحن ما نختار أن نكونه، نحن ما نفعله. لقد اختار أن يخاطر بحياته لينقذ آخرين، وقد فقدها في أنبل لحظة يمكن أن يعيشها إنسان».

ومن جهتها، عبّرت مونيكا فيراشيولي، عمدة بلدة “كاستيلنوفو باريانو”، عن حزنها الكبير قائلة: «لقد كان فتى طيبًا ينتمي إلى عائلة ممتازة. ما وقع مأساة هزت قلوب الجميع. لقد مات بطلاً، تصرّف بشجاعة ونُبل كبير لإنقاذ الآخرين. وهذا يدل على أنه كان شابًا استثنائيًا، وربّي على حب الخير والتفكير في الغير. للأسف فقد حياته، ونريده أن يُذكر على هذا الأساس: شاب شجاع ذو مبادئ عالية».