في مشهد مأساوي هزّ العاصمة الجزائرية، لقي ثلاثة مشجعين مصرعهم وأُصيب 81 آخرون بجروح متفاوتة، عقب حادث تدافع جماهيري خلال المباراة التي جمعت فريق مولودية الجزائر بنجم مقرة على أرضية ملعب “5 يوليوز”، ضمن الجولة الأخيرة من الدوري المحلي. وزارة الصحة الجزائرية أعلنت أن مستشفى بني مسوس استقبل 38 مصابًا، فيما استقبل مستشفى بن عكنون 27 مصابًا، ومستشفى باب الواد 16 مصابًا، مشيرة إلى أن أغلب المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج.
الاحتفالات التي كانت مرتقبة بمناسبة تتويج المولودية بلقب الدوري للمرة الثانية تواليًا والتاسعة في تاريخه تحولت إلى مأتم مفتوح، بعد أن تسبب انهيار السياج الحديدي في سقوط عدد من الأنصار من المدرجات العلوية رقم 7 و 8، بسبب التدافع الشديد، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية على وجه السرعة لنقل الضحايا.
المباراة التي حضرها جمهور غفير انتهت بالتعادل السلبي، إلا أن فداحة الحادث دفعت الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى إلغاء حفل تسليم الكأس، في خطوة وُصفت بالضرورية، لكنها غير كافية بالنظر إلى حجم الكارثة.
المفاجئ في هذا السياق كان رد فعل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي اكتفى بنشر تعزية مقتضبة على منصة “إكس”، دون أن يرافقها أي إعلان عن فتح تحقيق أو توجيه بمحاسبة المقصرين أو تقييم ظروف السلامة في الملاعب. هذا التجاهل العلني لمأساة خلفت قتلى وجرحى وسط شباب خرجوا فقط لتشجيع فريقهم، أثار موجة من الغضب الشعبي، وطرح تساؤلات عميقة حول مدى جدية الدولة في حماية مواطنيها وضمان شروط السلامة في المنشآت الرياضية.
الواقعة تعيد إلى الأذهان العديد من الحوادث السابقة التي كانت تُطوى سريعًا دون محاسبة أو مراجعة، وتؤكد مرة أخرى أن البنية التحتية للملاعب لا تزال تعاني من اختلالات خطيرة، يقابلها إهمال مؤسساتي مخجل. ففي الوقت الذي تنتظر فيه عائلات الضحايا جوابًا واضحًا وموقفًا مسؤولًا، فضّلت أعلى سلطة في البلاد الاكتفاء بصمت لا يليق بحجم الدم الذي سُفك على مدرجات ملعب يُفترض أنه مفخرة وطنية.
تعليقات
0