تقرير يكشف بشكل دقيق خريطة الانقطاع الدراسي ويعري عن واقع التعليم بالمغرب
أنوار التازي
الخميس 2 يناير 2020 - 10:52 l عدد الزيارات : 31671
التازي أنوار
يقدم تقرير الأطلس المجالي الترابي للانقطاع الدراسي خريطة دقيقة للانقطاع الدراسي في المغرب، تشمل لأول مرة المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي.
وكشفت الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، التي أعدت التقرير، أن الانقطاع الدراسي يهدد كل سنة آلاف التلامذة، ويلزمهم بمغادرة كراسي المدرسة قبل الحصول على شهادة، وحتى قبل إنهاء سلكي التعليم الإجباري الابتدائي والثانوي الإعدادي. ذلك أن 876.431 تلميذ وتلميذة غادروا أسلاك التعليم المدرسي العمومي سنة 2018، قبل الحصول على شهادة. ينتمي 78 بالمئة منهم الى سلكي التعليم الابتدائي والإعدادي، وهما السلكان اللذان يفترض فيهما أن يحافظا على الأطفال في المدرسة حتى بلوغهم سن الخامسة عرشة على الأقل.
و في سنة 2015، حسب المصدر ذاته، بلغ عدد التلامذة الذين انقطعوا عن الدراسة 508300 تلميذا وتلميذة، أي 8.8 بالمئة على الصعيد الوطني في جميع الأسلاك التعليمية. و انخفض هذا العدد بشكل ملموس سنة 2016، ليبلغ عدد المنقطعين عن الدراسة 407674 أي 7.1 بالمئة من مجموع التلامذة المتمدرسين. لكن الاتجاه انقلب منذ ذلك التاريخ ليعود عدد التلامذة المنقطعين إلى الارتفاع سنتي 2017 و2018، وليبلغ 431876 تلميذا وتلميذة، أي بنسبة 7.4 بالمئة من مجموع تلامذة الأسلاك التعليمية الثلاثة.
وبخصوص نسب الانقطاع عند نهاية المسالك التعليمية، أوضح المصدر ذاته، أن تلك النسب تصل مستواها الأقصى في الأقسام النهائية في مختلف الأسلاك التعليمية المختلفة. في السنة السادسة للتعليم الابتدائي مثال، نسبة الانقطاع المسجلة سنة 2018 هي 12.4 بالمئة وبلغت تلك النسبة على التوالي، 19.3 بالمئة و17.1 بالمئة في السنة الثالثة إعدادي، والسنة الثانية بكالوريا، وهو ما يبني صعوبة انتقال التلامذة من السلك الابتدائي الى السلك الإعدادي، وبشكل خاص من الإعدادي الى الثانوي التأهيلي
ويفسر هذا الانقطاع بعدة أسباب، وخاصة منها العرض المحدود على مستوى التعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي في المناطق القروية، والتأخر الناتج عن ارتفاع السن المتراكم نتيجة التكرارات المتتالية، وأسباب أخرى عائلية كالفقر. ومع ذلك، فإن ما يطرح إشكال هو استمرار الانقطاع الدراسي خلال السنوات الأول من التعليم الابتدائي.
وأظهرت نتائج بحث المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن الانقطاع الدراسي في سلكي الابتدائي والثانوي الإعدادي، يمس الوسط القروي أكثر من الوسط الحضري. ففي سنة 2018، بلغت نسبة الانقطاع الدراسي في التعليم الابتدائي 4.8 بالمئة في الوسط القروي، مقابل 2.2 بالمئة فقط في الوسط الحضري.
وأسوأ من ذلك، فإن نسبة الانقطاع الدراسي في السنة السادسة ابتدائي في الوسط القروي، تعد من أعلى النسب المسجلة في هذا السلك 18.1 بالمئة، مقارنة مع النسبة المسجلة في الوسط الحضري 5.9 بالمئة. أما في الثانوي الإعدادي، فإن نسبة الانقطاع الدراسي في الوسط القروي سنة 2018 تصل إلى 16.8 بالمئة، مقابل 12.9 بالمئة في الوسط الحضري. وفي هذا السلك دائما، يعرف المستوى النهائي أي السنة الثالثة إعدادي أعلى نسبة هدر مقارنة بالمستويين، الابتدائي والثانوي التأهيلي، وخاصة في الوسط القروي، حيث تبلغ تلك النسبة 22.7 بالمئة مقابل 17.7 بالمئة في الوسط الحضري.
ويبين تحليل الانقطاع الدراسي وفق النوع، أن الإناث يستمرن أكثر من الذكور في سلك التعليم الثانوي. حيث، غادر 11.6 بالمئة من الإناث سلك الثانوي الإعدادي، و8.8 بالمئة منهن غادرن سلك الثانوي التأهيلي، في الوقت الذي بلغت تلك النسب، عند الذكور 16.6 بالمئة في الإعدادي، و11.9 بالمئة في الثانوي التأهيلي.
وعلى العكس من ذلك جاء في التقرير، “تتعرض الإناث الى الانقطاع الدراسي أكثر من الذكور في التعليم الابتدائي: 3.9 بالمئة من الإناث، مقابل 3.4 بالمئة من الذكور. ويشكل مستوى السادسة ابتدائي حاجزا أمام الإناث، ويحول دون انتقالهن إلى سلك التعليم الثانوي الإعدادي، حيث تتخلى 14.6 بالمئة منهن عن الدراسة في هذا المستوى، مقابل 10.4 بالمئة بالنسبة للذكور. أما في نهاية السلكين الإعدادي والتأهيلي، فإن الذكور هم الذين يسجلون أعلى نسب للانقطاع عن الدراسة.”
ويضم هذا التقرير طريقة جديدة لحساب مؤشرات الانقطاع تأخذ بعين الاعتبار تنقلات التلاميذ بين المناطق وبين قطاعي التعليم العمومي والخاص وتستغل البيانات الإحصائية لقاعدة مسار. بالإضافة إلى ذلك وباستخدام تقنيات التصنيف الإحصائي، فضلا عن تقديمه دراسة عن الأفواج الحقيقية للتلاميذ خلال الخمس سنوات الدراسية الأخيرة وذلك على المستويين الجهوي والإقليمي.
تعليقات
0