الحبيب المالكي…إفريقيا أصبحت تشكل قبلة للتطلعات العالمية المعاصرة
أنوار التازي
الإثنين 2 مارس 2020 - 13:15 l عدد الزيارات : 19542
أوضحالحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، أن القارة الإفريقية باتت تشكل قبلة للتطلعات العالمية المعاصرة، وأصبحت في صلب اهتمامات كبريات البلدان والمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، وذلك بحجمها الديموغرافي المهم الذي يبلغ 1,3 مليار نسمة، واتساع مساحتها، وتنوع إِمكاناتها الطبيعية، ومقدراتها المادية واللامادية التي مازالت لم تستثمر بما يكفي وكما ينبغي.
وأبرز المالكي، في كلمته خلال افتتاح الاجتماع المشترك لكل من اللجنة الدائمة للتجارة والجمارك والهجرة واللجنة الدائمة للنقل والصناعة والاتصالات والطاقات والعلوم والتكنولوجيا لبرلمان عموم إفريقيا بالرباط، أنه يجب اهتمام الجميع بهذه القيمة الكبرى من طرف الجميع، وبالخصوص من خلال القمم المنتظمة التي أصبحت تنعقد بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وبين روسيا وإفريقيا، وبين اليابان وإفريقيا، وبين الصين وإفريقيا. مضيفا أن هذا يؤكد بالملموس معنى أن نقول إن إفريقيا هي قارة المستقبل. ولكن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو، كيف نجعل من هذا الاهتمام الكوني الوازن عنصر جاذبية مثمرة خلاقة محفزة وفي خدمة الشعوب الإفريقية؟
وذكر رئيس مجلس النواب، فإن هذا الأفق لا يمكنه أن يتحقق إِلا من خلال استراتيجية التعاون جنوب-جنوب التي ينبغي أن تكون محددة لأسلوبنا الإفريقي في التنمية، وفي الاختيار، وفي الرؤية، وأولويةً في التخطيطات والبرامج والسياسات. وبهذا المعنى، فتح المغربُ هذا الورش جنوب-جنوب في نموذج أثبت اليوم نجاعته وقيمته المرجعية. يقول المالكي.
وأكد المالكي، على ضرورة تسريع وتيرةِ الاندماج الاقتصادي الجهوي على مستوى المجموعات الثمان المهيكلة للتنمية الجهوية لقارتنا. وهذا هو الوعاء الطبيعي الذي سيجعل منطقةَ التبادل الحر الإفريقيةَ بالتدرج واقعا حيا وملموسا في خدمة شعوبِنا.
وأضاف “هذا يقودني إلى خلاصة أعتبرها أساسية في سياقنا هذا، فعلى ضوء الأزمة الصحية وتداعيتها الاقتصادية والاجتماعية في العديدِ منَ البلدانِ، والتي يتزايد القلق في شأنها، يبدو أن مراجعَة قواعد العولمة أصبحت تفرض نفسها بإلحاح، وذلك على أساسِ التقييم من أجل تقنين جديد للتبادل الحر شمال-جنوب الذي أضحت معه سيادة عدد من البلدان عرضة لأعطاب وأخطاء أو تقصير أو تهافت الآخرين.”
وأوضح المالكي، أن معاينة الحالة الراهنة توضح حقيقةَ المفارقَة القائمة، إِذْ بينما تتوفر القارة الإفريقية على موارد ومصادر ومنتجات غنية ومتنوعة جدا، يظل موقعُها ومردودها متواضعين جدا مقارنةً مع ما تسجله مردودية مناطق التبادل التجاري والاقتصادات الأخرى.
مشيرا إلى أن القارة الافريقية، لا تتخطى عتبة 2 بالمئة من التجارة الدولية ككل. وخلال الفترة ما بين 2015 و2017 لم تثمر المبادلات الإفريقية سوى 760 مليار دولار مقارنةً مع ما حققته الاداءات الأوروبية مثلاً التي بلغت 4.110 مليار دولار، و5.140 مليار دولار بالنسبة لأمريكا، و6.800 مليار دولار بالنسبة لآسيا.
وذكر المالكي، أن الصورةُ ليست قاتِمَةً، حيث حقق التبادل التجاري البين-إفريقي منذ بداية الألفية الحالية إيقاعا مهما وصل إلى %12,5. ولو كانت استراتيجيةُ منطقةِ التبادل الحر الإفريقية قد تحققت كما كان مُخَطَّطا لها ومفكراً فيها، وذلك وَفْقَ دراسة معتمدة من طرف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، لكانت قارتنا قد حققت %33 في مجال التبادل التجاري بين البلدان الإفريقية. وهي نسبة واقعية جدا يقول المالكي. وينبغي السعي إِلى تحقيقها من خلال بناء هذه المنطقة بالشروط والمقاربة التي تخدم القارة وشعوبها.
و أوضح رئيس مجلس النواب، أن إفريقيا في حاجة إلى نخب سياسية واقتصادية جديدة تعيش عصرها، تسارع الزمن، وتسابق الساعات البيولوجية، وتغير الذهنيات السائدة، وتنهض بحقول التربية والتعليم والتكوين والجامعة والبحث العلمي، وتجد في استدراك العجز الذي تعاني منه القارة الافريقية على مستوى البنيات التحتية الأساسية من موانئ ومطارات وطُرُق معبدة وطرُق سيارة وسكك حديدية وطاقات متجددة وتكنولوجيات تواصلية جديدة.
وذكر المالكي، أن هذا ينعقد في ظرفية مقلقة، إثر الهاجس الراهن لدى مختلف دول العالم، ولدى منظمة الصحة العالمية، وكيفية مواجهة خطر فيروس كورونا الداهم المحدق بالأَرواح البشرية، وذلك بالنظر إلى المؤشرات والتطورات المتسارعة التي تؤكد للجميع أن هناك أزمة حقيقية، وأَن هذا الوباء الكوني يتحول بسرعة من أزمة صحية إلى أزمة اقتصادية وتجارية ومالية. و أضاف نخشى أن تكون لهذه الأزمة انعكاسات على الوضع في قارتنا، وذلك في وقت حققت فيه إفريقيا تحولا إيجابيا جدا في اقتصاداتها ومبادلاتها مع العالم على كل المستويات.
تعليقات
0