يسرا سراج الدين
“مصائب قوم عند قوم فوائد”، مثل يلخص في بضع كلمات واقعنا المرير الذي أضحت فيه المتاجرة بفواجع الناس ومخاوفهم أمرا مباحا مقابل الربح المادي، كالاستغلال الذي أضحى يمارسه العديد من تجار ومصنعي الكمامات الطبية بمختلف دول العالم منذ ظهور وباء”كورونا المستجد”، خاصة تلك البلدان التي عرفت تسجيل إصابات بالفيروس، ومنها المغرب الذي لحق بالركب بعد إصابة أحد مواطنيه العائدين من الديار الإيطالية.
فمنذ إعلان وزارة الصحة عن تسجيل حالة إصابة بفيروس “كورونا”، لم يتوانى البعض عن استغلال هذا الوضع، لتشهد أسعار الكمامات الطبية الوقائية ارتفاعا جنونيا، حيث انتقل سعر الكمامة العادية من “3 دراهم” إلى “15 درهما” بينما ارتفع سعر الكمامة التي تحتوي على “فيلتر”، من “30 درهما” إلى “90 درهما” للواحدة اليوم الثلاثاء 3 مارس، مع استمرار وتيرة الارتفاع مستقبلا في ظل نفاذ الكميات التي تتوفر عليها الصيدليات وتزايد الطلب عليها من طرف المواطنين.
وقد ربط عدد من الصيادلة في تصريحهم “لأنوار بريس”، غلاء الكمامات، بارتفاع أسعار العلبة الواحدة التي تحتوي على 50 كمامة عادية من 45 درهما إلى حوالي 700 درهم، مشيرين إلى أنه بالرغم من هذا الارتفاع لا يستطيع الصيادلة الحصول إلا على علب محددة نظرا لعدم توفرها بالسوق، إذ أن هنالك لوبي يحتكر أعدادا كبيرة لبيعها مستقبلا بأثمنة مرتفعة، بالإضافة إلى أن هنالك من اشترى كل الكميات التي كانت تتوفر عليها بعض الصيدليات، ليعيد بيعها فيما بعد غير ملتزم بسياسة التسعير العادل، ناهيك عن مضاربات الموزعين.
وعن الفرق بين الكمامات العادية والأخرى التي تحتوي على “الفلتر”، أوضح الصيادلة أن الأولى لا يتجاوز استخدامها مدة معينة قصيرة وبينما الثانية يمكن استعمالها لفترة طويلة لاحتوائها على فلتر للهواء.
كمامة عادية : كان يقتصر استخدامها على الأطباء والمرضى ومن يعانون من ضعف المناعة.
الكمامة بالفلتر : كانت تستخدم للحماية من الاتربة والمواد الضارة، وتنتشر هذه الكمامات عادة بين العاملين في مجالات البناء والصناعة.
تعليقات
0