التوجه بحذر نحو تخفيف اجراءات العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا بمجموعة من الدول
محمد اليزناسني
الإثنين 20 أبريل 2020 - 08:18 l عدد الزيارات : 20395
أنوار بريس : وكالات
تتجه عدة دول بحذر نحو تخفيف القيود الهادفة للحد من تفشي وباء كوفيد-19 مع بدء اجراءات العزل بتحقيق نتائج إيجابية على ما يبدو، رغم أن أعداد الضحايا لا تزال كبيرة كما في الولايات المتحدة حيث تجاوزت الوفيات الأربعين ألف حالة.
وستسمح ألمانيا اليوم الاثنين بإعادة فتح المتاجر التي لا تزيد مساحتها عن 800 متر مربع، وباتت بذلك الدولة الأولى في أوروبا التي تبدأ عملية بطيئة لتخفيف إجراءات العزل. وتسجل في القارة الأوروبية أكثر من ثلثي عدد الوفيات في العالم البالغ 164 ألفا .
واعتبر وزير الصحة الألماني أن الوباء في بلاده “تحت السيطرة ويمكن إدارته”، بعدما سجلت أكثر من 135 إلف إصابة بالوباء ونحو أربعة آلاف وفاة. وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أن “نجاح المرحلة” يعتبر “ضعيفا “.
وتسجل دول عدة تراجعا في عدد الإصابات والوفيات على غرار فرنسا (نحو 20 ألف وفاة) وإسبانيا (نحو 20500 وفاة) وإيطاليا (أكثر من 23 ألف وفاة)، بعد أسابيع من الارتفاع ما يسمح للحكومات بالتفكير في الأسابيع المقبلة بتطبيق أولى اجراءات رفع العزل.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الأحد “نحن لم نخرج من الأزمة الصحية” لكن “الوضع يتحسن تدريجيا ، ببطء ولكن بثبات”. وتعتزم فرنسا، الدولة الرابعة في العالم الأكثر تضررا من الفيروس من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، البدء برفع اجراءات العزل اعتبارا من 11 ماي ، لكن سيكون ذلك بشكل تدريجي.
في إيطاليا، ذكرت السلطات أن أولى تدابير تخفيف العزل لن تتخذ قبل الثالث ماي . لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئا فشيئا حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية.
في إسبانيا، أعلن مدير مركز الطوارئ الصحية أن عدد الوفيات اليومي تراجع للمرة الأولى منذ 22 مارس إلى ما دون عتبة الـ500، مع 410 وفيات الأحد.
وسيتم إغلاق المشرحة الميدانية التي أ قيمت في حلبة للتزلج في مدريد الأربعاء بعدما استقبلت أكثر من ألف نعش، واعتبارا من 27 أبريل سيسمح بخروج الأطفال من المنازل بعدما كان ذلك ممنوعا منذ 14 مارس.
في النروج، حيث تعتقد السلطات أن “الفيروس أصبح تحت السيطرة”، أعادت دور الحضانة فتح أبوابها الاثنين وسيتم رفع منع الإقامة في المنازل الثانوية ، بعد خمسة أسابيع ونصف من الإغلاق. وفي مرحلة ثانية تبدأ في 27 أبريل، سيعاد فتح المدارس والجامعات.
في المقابل، تم تمديد العزل الذي فرض في 23 مارس في المملكة المتحدة إلى ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع و لا تعتزم الحكومة حتى الآن رفعه. وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا بتسجيلها أكثر من 16 ألف وفاة في المستشفيات، وهي حصيلة لا تتضمن الوفيات في دور العجزة أو في المنازل.
في الصين، ستفتح مدارس مقاطعة هوباي (وسط)، بؤرة تفشي وباء كوفيد-19، أبوابها اعتبارا من 6 ماي لطلاب المرحلة النهائية الثانوية، وفق ما أعلنت السلطات الاثنين، بعد إغلاقها في أواخر يناير.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الوباء لا يزال بعيدا عن السيطرة على المستوى العالمي، خصوصا مع “أعداد مستقرة أو متزايدة” في المملكة المتحدة وشرق أوروبا.
في الولايات المتحدة، حيث يتواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعي لاستئناف سريع للنشاط الاقتصادي، وبعض حكام الولايات الديموقراطيين، أعلن حاكم ولاية نيويورك بؤرة الفيروس في البلاد، أن تفشي الوباء بدأ يسلك مسارا “انحداريا ” للمرة الأولى منذ ظهوره.
وقال أندرو كومو إن “كل المؤشرات تثبت أننا في مرحلة الانحدار” إلا أنه دعا إلى الحذر. وأشار حاكم الولاية الذي مدد مؤخرا اجراءات العزل حتى 15 ماي ، إلى أن “مواصلة هذا التراجع سيعتمد على ما نفعل”.
وإذا كانت ولاية نيويورك تشهد مؤشرات تحس ن، فالحصيلة بشكل عام في الولايات المتحد تواصل ارتفاعها السريع. وتجاوز عدد الوفيات الأحد عتبة الأربعين ألفا ، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تعتبر مرجعية. وكان عدد الوفيات قد تجاوز عتبة الثلاثين ألفا منذ ثلاثة أيام، .
وفي سائر دول العالم، تخطت تركيا عتبة الألفي وفاة، فيما تجاوزت إفريقيا عتبة الألف وفاة نحو 75 بالمئة منها في الجزائر ومصر والمغرب وجنوب إفريقيا.
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في أميركا اللاتينية الأحد عتبة المئة ألف، إضافة إلى نحو 5 آلاف وفاة .
في البرازيل، حيث تم تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة وأكثر من 2400 وفاة، انضم الرئيس جاير بولسونارو الأحد إلى متظاهرين تجمعوا من دون احترام اجراءات العزل، أمام مقر القيادة العامة للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري وبإغلاق الكونغرس.
تعليقات
0