أنوار بريس تنشر لكم تاريخ صلاة التراويح .. عطلت إقامتها الأزمات وأعدم الفاطميون مصليها وكان الشافعي يؤديها ببيته

محمد اليزناسني الأحد 26 أبريل 2020 - 00:16 l عدد الزيارات : 21025

إعداد وتقديم  : محمد اليزناسني

أثير جدل كبير في المغرب حول إقامة صلاة التراويح من عدمها  خاصة بعد دعوة المجلس العلمي الأعلى المغاربة إلى أداء صلاة التراويح بالمنازل في رمضان لأجل الحفاظ على حياة المصلين من انتشار فيروس كورونا .

محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بـ “أبو حفص”، الباحث الحالي في الشأن الديني ، قال في تدوينة نشرها على حائطة بالفايسبوك  أنه لا يفهم كل هذا اللغط حول صلاة التراويح علما أن صلاة التراويح لا هي فريضة ولا حتى سنة، ولا تعرف في العهد النبوي ولم يجمع النبي عليه الصلاة والسلام الناس عليها، وإنما هي بدعة ابتدعها عمر بن الخطاب عندما لاحظ أن الناس يصلونها فرادي متفرقين – دائما حسب ماورد في تدوينة أبو حفص – فارتأى أنه من الأفضل أن يجمعهم على إمام واحد، وطلب من الناس العودة لصحيح البخاري للتأكد من صحة قوله.

من جهته اعتبر، مصطفى بنحمزة عضو المجلس العلمي الأعلى، أن التراويح سنة من سنن عمر بن الخطاب، مضيفاً أن الصلاة وراء التلفاز ووسائل التواصل الإجتماعي ، نوع من التشدد لا داعي له، لأن صلاة الفرد وحده تكفي.

وفي هذه السلسلة؛ سنقدم نبذة تاريخية عن صلاة التراويح  فنروي باختصار كيف ‏بدأت منذ فجر الإسلام، ونرى بعض ما اعتراها تاريخيا من مسحات اجتماعية كادت تخرجها من حيز ‏العبادات إلى دائرة العادات ، ونكشف جانبا من تأثرها بتاريخ المسلمين ومؤثراته المختلفة عقديا وفقهيا ‏وسياسيا ‏واجتماعيا، وكيف تعطلت أحيانا بعوامل مختلفة، ثم نعرض لذكر مشاهير من أعلام جمْعها أئمةً ومأمومين. ‏وسنكتشف -أثناء ذلك كله- أن كثيرا من ‏ممارساتنا المقترنة بهذه الشعيرة العظيمة لم تكن وليدة اليوم، بل ورثناها منذ حقب متطاولة.

 

حكمها بين السنة والشيعة

هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان ، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر، وتعرف كذلك بقيام رمضان.

 عند أهل السنة  

قيام رمضان في جماعة مشروع سنه الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يداوم عليه خشية أن يفرض.

عن عائشة أن النبي  عليه الصلاة والسلام خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ، وصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس فتحدثوا ، فاجتمع أكثر منهم ، فصلى فصلوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا  فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج رسول الله فصٌلِّي بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد أن لم يخف عليِّ مكانكم ، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ، فتوفي رسول الله والأمر على ذلك ».
ولما مات  الرسول صلى الله عليه وسلم أحيا هذه السنة عمر ، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: “خرجت مع عمر بن الخطاب ليلةً في رمضان إلى المسجد أن الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط ، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب ، ثم خرج معه ليلة أخرى ، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر: نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله ».

 عند الشيعة 
تعتقد الشيعة بأن صلاة التراويح كانت بدعة وسنة من الخليفة عمر رضي الله عنه، هو الذي جمع الناس على إمام واحد ولم يشرعها النبي ولم يسنها.

كما قالها بنفسها بأنها ليست من تشريع النبي بل هي بدعة ابتدعها إلا أنه وصفها أنها بدعة حسنة.

و يؤكدون بأن النبي كان قد نهى عنها كما رواه البخاري : « حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا … أن رسول الله يجعل حجرة قال :  حسبت إنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. » 

و اتفقوا تبعاً لأئمّتهم أهل البيت على أنّ نوافل شهر رمضان تقام فرادى. بتضافر رواياتهم حول هذه الصلاة كما روى الشيخ الطوسي عن أبي عبد اللّه ، قال: سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد؟ قال: «لمّا قدم علي بن أبي طالب الكوفة أمر الحسن بن علي أن ينادي في الناس:« لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة »

حكم التراويح الفقهي

استقرّ حكم التراويح الفقهي -عند علماء أهل السنة- على أنها “سنة” لا “فرض” وساقوها مثالا نموذجيا على “البدعة الحسنة” شرعا عند القائلين بها؛ لكن بعض هؤلاء العلماء ذهب إلى أنه “لا يجوز ‏تركها في المساجد… لكونها صارت شعارا للمسلمين ، فتلحق بفرائض الكفايات أو السُّنن ‏التي صارت شعارا… كصلاة العيد”.
كما استحبوا أن “يُزاد في شهر رمضان في أنوار ‏المساجد” بتعليق المصابيح؛ قائلين أيضا إن “أول من فعله عمر بن الخطاب لما جمع الناس في ‏التراويح”؛ ورووا في ذلك أن علي بن أبي طالب (ض) “مرّ على المساجد في رمضان وفيها القناديل تـُزهِر، فقال: نوّر الله على عمر قبره كما نور علينا ‏مساجدنا”.
ومع أن جماهير المسلمين ساروا على نهج الصحابة في إقامة شعيرة التراويح في رمضان؛ فإنه ‏ظهرت آراء أنكرت شرعيتها باعتبارها “بدعة ‏عُمَرية”؛ كما ترى طوائف الشيعة باستثناء بعض أئمة الزيدية. ونسب المقريزي (ت 845هـ) إلى ‏الفرقة النَّظـّامية من المعتزلة قولها إنه ‏‏”لا تجوز صلاة التراويح”.‏ 

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:30

لأول مرة في تاريخه الذهب يتجاوز 3500 دولار…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:15

بوريطة: النسخة الرابعة للدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات الأفارقة ستحقق قيمة مضافة استثنائية للقارة بأسرها

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:07

“ظاهرة كراء فضاءات التعليم الخصوصي للمخيمات الصيفية: استغلال مادي يهدد سلامة الأطفال ويستدعي تدخلاً عاجلاً”

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:00

بوعياش.. حقوق المهاجرين ليست خيارا بل ضرورة من أجل العدالة والكرامة…

error: