محمد اليزناسني
الأربعاء 24 مايو 2023 - 00:39 l عدد الزيارات : 14135
عبد السلام المساوي
في برنامج ” نقطة إلى السطر ” على القناة الأولى ، يوم الثلاثاء 23 ماي 2023 ، تحدث الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر ، تحدث بثقة في النفس ؛ ثقة مؤسسة على وضوح الرؤية ووضوح المشروع ، تحدث بلغة واضحة تجسد وضوح الفكر ؛ ناقش وعالج مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام في الفترة الدقيقة و ” الحرجة ” وفي زمن التغول والترهل …تحدث بواقعية صريحة وصادقة بعيدا عن لغة الخشب والشعارات الفضفاضة …استعرض الخطوط العريضة للتصور السياسي للاتحاد الاشتراكي في المرحلة الحالية …
وبدون لغة خشب ، الأستاذ إدريس لشكر الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي محور خطابه حول ثابت بنيوي ” المغرب أولا ” ، لنا هذا البلد الذي نحبه ، الوطن أولا ، المغرب أولا …المغرب أولا كنا في الحكومة أو في المعارضة ؛ شعار رفعه حزب الإتحاد الإشتراكي عنوانا لبرنامجه الإنتخابي في الإستحقاقات الأخيرة ، والإتحاد الإشتراكي عندما يرفع شعارا ، يرفعه عن وعي ومسؤولية ، عن قناعة وإيمان ولا يرفعه للتهريج والتغليط ، لدغدغة العواطف وكسب الجمهور بحثا عن الأصوات ، من هنا يقطع مع الشعبوية والمزايدات السياسية ؛
شعارات الإتحاد الإشتراكي شعارات واقعية شعارات سياسية ممتدة في التاريخ، جاثمة في الحاضر ومستشرفة للمستقبل ؛ المغرب أولا …الإتحاد الإشتراكي حزب وطني بالأمس واليوم وغدا ؛
” المغرب أولا ” هذا هو الثابت البنيوي الذي حكم خطاب الكاتب الأول بدون لغة خشب في مقاربته للقضايا المختلفة في الحوار ، وهذا هو الثابت البنيوي الذي من خلاله يمكن تفسير مواقف الحزب في هذا الزمن العسير وفي زمن حكومة التغول ، حكومة تتكلم كثيرا ” ويا ليتها تسكت ” ؛
” المغرب أولا ” وهذا ما يفسر حكمتنا و” ليونتنا ” كمعارضة ؛ نرفع صوتنا ، نبني مواقفنا من الحكومة بناء على وعي سياسي عميق باللحظة ، بإكراهاتها وتعقيداتها ؛
السياسي الذي تحتاجه بلادنا اليوم هو الذي يخطب في الناس بدون لغة خشب ، يخطب فيهم بصدق ومسؤولية بعيدا عن التأجيج والمزايدة ؛
مرة أخرى ، كما مرات ومرات سابقة ، يؤكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ إدريس لشكر بدون لغة خشب يؤكد حضوره الاعلامي والسياسي والفكري المتميز : يتحدث ويفكر ويرسل رسائل سياسية دالة وهادفة ، بمسؤولية وحكمة ، الى كل من يهمه الشأن السياسي ببلادنا …
قارب بدقة وموضوعية، بهدوء وحكمة ، قارب مختلف القضايا الكبرى والصغرى التي تشغل المغاربة في لم يزايد ولم يوزع الوعود …شخص واقترح …
لم يكن متشائما ….ارتقى عن لغة اليأس والتيئيس….لم يكن عدميا ؛ فالمغرب ليس في وضعية سيئة بل ما تراكم من انجازات يجب تسجيلها ، ويجب التوجه إلى المستقبل بروح تفاؤلية….لم يكن سجين ثقافة نصف الكأس الفارغة بل المنطلق هو نصف الكأس المملوءة ….
الأستاذ إدريس لشكر لم يكن شعبويا، لذا اعتمد لغة صريحة وشفافة …ابتعد عن الخطاب المغالطي الذي يدغدغ العواطف والمشاعر والذي يخادع الجمهور ….
ان حديث الكاتب الأول حديث متماسك ومتناغم. تحكمه وحدة الفكر ووحدة الرؤية ….مؤسس على ثوابت مبدئية وقناعات سياسية …
حديث أصيل و متأصل يجمع مكوناته ناظم مشترك هو المشروع الاتحادي الاشتراكي الديموقراطي الحداثي… اساسه هو الإرث الاتحادي النضالي وبوصلته هو التفكير الاتحادي المبدع والمستقبلي…
حديث عقلاني ، بعيد عن حماس وانفعالات اللحظة حديث عقلاني واعي وهادف يحاصر الشعبوية التي تروم السيطرة على الوجدان بخطاب عاطفي مغالطي والذي تأثيره مؤقت في الزمان والمكان …
حديث متناسق منطقيا ، يشكل بنية… موحد من حيث الثوابت التي تحمي من الوقوع في التناقض …التناقض الذي وقع ويقع فيه الكثير من الزعماء السياسيين الذين يسقطون في التناقضات من مناسبة الى أخرى….
الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي لا يلغو ؛ يتكلم ولا ينسى انه يفكر ، يفكر ولا ينسى انه يتكلم ، مستلهما تاريخ الاتحاد الاشتراكي في المسار والصيرورة ومستحضرا التجربة الذاتية الضاربة جذورها في السبعينيات ….
ان حديث الكاتب الاول حديث عميق لأنه ، اولا، صادر عن الاتحاد الاشتراكي وعن كاتبه الاول ، ولأنه ,ثانيا ، يأتي في سياق سياسي واجتماعي دقيق ، ولأنه ، ثالثا يروم رفع الجمود والرتابة التي أصبحت تهيمن على حياتنا السياسية ، ولأنه رابعا يتوخى السمو على لغة التهريج ، تبادل التهم والسب ويتوخى القطع مع لغة الشعارات الفضفاضة والوعود الشعبوية….
إن حديث الكاتب الاول صادر عن رؤية تحليلية ونقدية ، رؤية اتحادية لتنمية الانسان والمجتمع….انه رؤية بنيوية وجدلية للسياسة والمجتمع ..للتشخيص والبديل..الاختلالات والاقتراحات…انه ، اذن رؤية بنيوية وجدلية ؛
-رؤية بنيوية لانه يشكل نسقا فكريا منسجما تفكيرا وبناء ، نسقا بعناوين كبرى ( الأغلبية والمعارضة ، المعارضة والمعارضات ، هيآت الحكامة ، المجلس الأعلى للحسابات ، الفساد بين السياسي والإداري، الملفات الاجتماعية ، المسألة النسائية ، إشكالات الإعلام ، الصحة والتعليم ، المغرب الأخضر والجيل الأخضر ، البرنامج الحكومي وقرصنة برنامج الاتحاد الاشتراكي وقضايا أخرى كثيرة..) نسقا فكريا سياسيا متماسكا منطقيا ، والخيط الناظم هو المنظور الاتحادي اليساري ، الاشتراكي الديموقراطي الحداثي…رؤية بنيوية لانه خطاب يحمل الصدق داخله ، من هنا يرتقى عن لغو الكلام…
-رؤية جدلية لانه ليس خطابا نظريا يتوخى الصدق الداخلي فقط ؛ انسجام الفكر مع نفسه…بل إنه حديث جدلي تاريخي ؛ حديث سياسي بحمولة واقعية ملموسة ، يتوخى الصدق الواقعي ؛ انسجام الفكر مع الواقع …رؤية جدلية لأن الحديث يطرح مختلف القضايا السياسية والاجتماعية في ترابطها وتفاعلها وصيرورتها التاريخ…
تعليقات
0