محمد اليزناسني
الإثنين 25 يناير 2021 - 22:29 l عدد الزيارات : 28685
عبد السلام المساوي
وابل من صواريخ الأخبار الكاذبة سقطت فجأة وبغتة ومرة واحدة على معبر الكركرات ، توزعت هذه المرة بين الاعلام الرسمي لجبهة البوليساريو والمواقع الموالية لهم ، وبين معدات تسجيلات معدة بشكل مضحك ،بعضها يفضح البعض ، ولم تعد عمليات القصف محددة المصدر والهدف . فما تفعله شرذمة بوليساريو ، مدعومة من العسكر وإعلام عمومي جزائري ” مريض ” ، مجرد بهلوانيات مضحكة ، لا تثير انتباه أحد على الإطلاق ، ولا يوجد أي سطر ، أو صورة في كبريات المواقع والجرائد والقنوات العالمية المحترمة ، تؤكد مجرد مناوشات عادية ، فبالأحرى حرب قرب الجدار الأمني العازل . إن الجزائر تحصد اليوم ما زرعته من حسابات خاطئة في المنطقة ، مصداقا للمثل المغربي البليغ ” اللي كيحسب بوحدو كيشيط ليه ” ، وما تفعله اليوم ، قرب الجدار الأمني ، ليس سوى رقصة ديك مذبوح ، كلما تحرك فقد مزيدا من الدماء ، مقتربا ، تدريجيا ، من مرحلة النزيف القاتل . الجزائر تبين لها أنها خسرت الرهان ، وأن ما استثمرته في جبهة البوليساريو على قرابة نصف قرن ضاع أدراج الرياح لهذا تواجه الوضع بالتهديد بالحرب وباختلاق الوقائع ببلادة في أحيان كثيرة . قبل أيام نشرت الصحافة المقربة من عساكر الجزائر تهديدات صريحة بشن حرب خراب في المنطقة ، وهو الأمر الذي يروجه عدد من المتدخلين بالقنوات الجزائرية والغربية من كون الوضع يسير نحو تصعيد خطير في المنطقة . ما تقوم به الجزائر وصنيعتها هو رد فعل نزق على ما بلغه ملف الصحراء المغربية من تطور ايجابي ، خصوصا مع الاستعدادات الجارية لاستثمارات تقوم بها عدة بلدان في المنطقة . هذا الأمر لا تستسيغه الجزائر التي ما زال حكامها يحملون تصور الحرب الباردة وحلم الريادة في المنطقة ، وهو ما لم يتسنى لهم خصوصا مع التنمية التي يشهدها الاقتصاد المغربي والمجتمع على حد سواء ، في مقابل وضع سياسي واجتماعي متردي في الجزائر . الاستفزازات المتواصلة لحكام الجزائر تواجهها رغبة مغربية في السير قدما في التنمية بمباركة دولية وبشرعية وعدالة القضية المغربية ، غير أن هذه الاستفزازات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية ، فالمملكة المغربية تمتلك من الحلول الشيء الكثير وعلى الجارة الشرقية أن تعرف جيدا أن المغرب في صحرائه ومستعد للدفاع عن وحدته الترابية بكل الوسائل وبكل الأشكال . لقد اشتغلت الدبلوماسية المغربية بجهد وإخلاص في تعريف المجتمع الدولي بجوهر النزاع المفتعل في الصحراء . والمجتمع الدولي اقتنع بعدالة القضية المغربية . من هذا المنطلق على حكام الجزائر أن يعوا جيدا بأن ما يروجون له لن ينقص من عزيمة المغاربة في الالتفاف حول قضيتهم والدفاع عنها بأي شكل من الأشكال . كما أن المملكة المغربية تمتلك من القوة العسكرية لوقف أي تهديد مهما كان .
تعليقات
0