البنك الدولي.. أروقة المغرب تستقبل المشاركين في الاجتماعات السنوية…

في بهو مبنى صندوق النقد الدولي، يأخذ رواق المغرب زواره في تجربة مغربية خالصة، بهدف تقريب المشاركين في الاجتماعات السنوية لهاتين المؤسستين الماليتين الدوليتين التي تحتضنها واشنطن هذا الأسبوع، من مؤهلات المملكة، البلد المضيف للدورة المقبلة من هذه الاجتماعات في 2023.

بحفاوة الترحاب المغربي الأصيل، يستقبل فضاء دار الصانع زواره من مختلف الوفود المشاركة، بأكواب الشاي والحلويات، وفي الخلفية زراب مغربية بروح عصرية. في أحد أركان الرواق، تنهمك أنامل الصناع، بزيهم التقليدي، في نسج منتجات تحمل الطابع التقليدي بلمسات حديثة.

أثناء زيارتها لأروقة الفضاء، عبرت جين، وهي مشاركة من المملكة المتحدة، عن إعجابها بمختلف المعروضات، وبكؤوس الشاي المغربي، مؤكدة أن هذه الزيارة منحتها الرغبة في حضور الاجتماعات التي ستحتضنها مراكش السنة المقبلة.

وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الرواق يقدم فكرة جميلة عن الثقافة المغربية والمؤهلات التي تزخر بها المملكة.

وهو الرأي ذاته الذي شاطرته سيالي، التي كانت ضمن وفد من مندوبي دولة ساموا، حيث أكدت، في تصريح مماثل أن زيارتها للرواق المغربي أثارت فضولها بشأن وجهة المغرب وكيفية المشاركة خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستنظم بالمغرب.

وأبرزت أن ورشة الكاليغرافيا أثارت انتباهها بفضل جمالية الخط والكتابة، مشيرة إلى أن معروضات الصناعة التقليدية تساهم بالتأكيد في الترويج لوجهة المغرب.

طيلة فترة انعقاد الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين (10-16 أكتوبر الجاري)، تتضمن مشاركة المغرب، الذي يحضر ضيف شرف خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، برنامجا يروم التعريف بالمؤهلات الاقتصادية للمملكة.

وإلى جانب أروقة إخبارية تطلع الزوار على أبرز مؤهلات المغرب باعتباره وجهة استثمارية وسياحية، يقترح برنامج المشاركة المغربية، الذي تم إعداده في إطار الخطة التواصلية لوزارة الاقتصاد والمالية، على الوفود المشاركة في هذا الحدث الاقتصادي العالمي عروضا موسيقية، وتظاهرات لتذوق نكهات فن الطبخ المغربي.

داخل فضاء دار الصانع، الممتد على مساحة 150 متر مربع بالرواق المركزي لمقر صندوق النقد الدولي والذي يضم فضاءات متعددة للعرض والتسويق والتنشيط، يتلقى الزوار شروحات حول مختلف منتجات الصناعة التقليدية، من ألبسة وأحذية وأوان مزخرفة، فضلا عن منتجات تجميلية بمواد أصيلة. جميع المنتجات تحمل لمسة عصرية غير أنها تحتفظ بروح إبداع الصانع المغربي.
وإلى جانب رواق الصناعة التقليدية، يقدم المغرب للوفود المشاركة فرصة استكشاف جوانب متعددة من الثقافة المغربية، خاصة عبر تنظيم معرض للصور تحت عنوان “صورتنا”، يتضمن بورتريهات وصورا فريدة تقتنص مشاهد من المجتمع المغربي.

توضح صوفيا موقاص، عن دار الصانع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فضاءات الرواق، الذي هيأته دار الصانع بدعوة من وزارة الاقتصاد والمالية، تروج لجوانب متعددة من الصناعة التقليدية المغربية، فضلا عن متجر لتسويق منتجات للصناعة التقليدية بلمسة تواكب العصر، وذلك في إطار التحضير لاحتضان المغرب للاجتماعات السنوية في دورتها المقبلة في سنة 2023.

يذكر أنه كان قد تم اختيار المغرب رسميا، في عام 2018 لاستضافة دورة 2021 من هذا الاجتماع، وذلك بعد مسلسل طويل شمل تقييم الطلبات المقدمة من 13 دولة. بيد أن ظروف جائحة كوفيد-19، فرضت على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تأجيله حتى أكتوبر من العام المقبل.

وإلى جانب معرض افتراضي حول غنى الثقافة والصناعة التقليدية والطبخ المغربي، وكذا المؤهلات الاقتصادية للمملكة، تم تخصيص موقع إلكتروني للمغرب، البلد المضيف للنسخة المقبلة من هذا الحدث الاقتصادي الكبير، متاح للمندوبين باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.

وت عقد الاجتماعات السنوية لعامين متتاليين في مقر مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة، وكل سنة ثالثة في أحد البلدان الأعضاء.