الجماعات الارهابية في افريقيا: أرض خصبة للهجمات في أوروبا
نوفل البعمري
الأحد 9 يوليو 2023 - 23:28 l عدد الزيارات : 7995
نوفل البعمري
العنوان أعلاه مستعار من مقالة للكاتبين سابين وولف و جوزيف روميلاللذين نشرا/تقريرا صحفيًابالمجلة الألمانية BR24 التابعة للمجموعةالألمانية ARD، تطرقا فيه للتحذيرات الصادرة من الخبراءو الأجهزة الأمنية و الإستخباراتية الأوروبية حول وجود تحركات من طرف التنظيمات الإرهابية الجهادية بمنطقة الساحلالتي تستقطب شباب مخيمات تندوف إليها مستغلة حالة اليأس التي تعيشها المخيمات لتغذية الارهاب و التطرف و لتعزيز صفوف هذه التنظيمات التكفيرية التي تريد تحويل افريقيا لبؤرة ارهابية تكون عبارة عن منصة لانطلاق الهجمات الإرهابية نحو أوروبا، و قد ذكر المقال الكيفية التي يتم من خلالها استقطاب هذه العناصر عن طريق التجنيد المباشر أو استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل استقطابهم لها و تحويلهم لقنابل موقوتة يتم توجيهها نحو المصالح الغربية بأوربا، و قد قدم المقال كمثال لتعزيز ما تضمنه من تحذيرات خطيرة موجهة لأوروبا و القادمة من مخيمات تندوف حالة أحد الإرهابيين المسمى “اسماعيل”القادم من مخيمات تندوف الذي عمد الى بث دعوات للقتل و تدوينات كلها إشادة بالإرهاب مرفوقة بصور مخيمات تندوف نشرها على منصته بوسائل التواصل الاجتماعي، اعتقلمؤخرا بإسبانيا و حوكم من طرف محكمة العدل الوطنية العليا بمدريد التي قضت في حقه بسنتين نافذتين بتهمة التطرف و خمس سنوات أخرى تقرر فيها وضعه تحت المراقبة القضائية.
هذا المقال ليس الأول من نوعه الذي يثير هذا الترابط بين التنظيمات الارهابية و مخيمات تندوف، ترابط يعكس كيفتحولت معه المخيمات إلى بقعة جغرافية سوداء بفعل حالة اليأس و الإحباط التي يعانيها شبابهابحيثتشكل وضعيتهم أرضية خصبة للإستقطاب و التأطير الإيديولوجي الإرهابي وقد سبق للأمم المتحدة سواء في تقارير أمناءها العامين أو قرارات مجلس الأمن أن حذرت من استمرار حالة اليأس في صفوف شباب مخيمات تندوف بحيث اعتبرتها عنصرًا من العناصر الرئيسية المغذية للإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا و الساحل ذلك نتيجة انسداد الأفق داخلها و غياب أي أمل في إنهاء الوضع بالمخيماتبسبب تعنت النظام الجزائري الذي يرفض الانخراط في العملية السياسية بجدية لطي ملف الصحراء على أرضية مباردة الحكم الذاتي، أضف لكل ذلكحالة اللاسلم واللاحرب التي يعيشها الملف ككل مما يزيد من زرع اليأس وانعدام أية إمكانية لضمان حياة كريمةمع صعوبةعودة ساكنة المخيمات وخاصة شبابهالأرض الوطن بفعل حالة الحصار العسكري المضروب عليهم.
حالة اليأس والإحباط هاته التي أكدتها الأمم المتحدة و المقال المشار إليه التي يعيشها شباب المخيمات غير مرتبطة فقط بنزاع الصحراء الذي أدخلته الجزائر في وضعية الجمود رغم مُطالبتها رسميًا من طرف مجلس الأمن بلعب دور جدي- ايجابي في العملية السياسية، هي ناتجة أيضا عن حالة الاحتقان العام الذي توجد عليه المخيمات، احتقان بسبب الوضع العام الذي تعيشه ساكنتها مع ما يعنيه ذلك من تزايد حجم الانتهاكات الممنهجة الحقوقية و حالات التعذيب و الجرائم ضد الإنسانية التي تتسبب في سقوط ضحايا من الشباب خاصة الباحث منهم عن أي فرصة للعيش الكريم و ما حالات الإعدام خارج نطاق القانون التي تتم داخل المخيمات التييكون ضحيتها الشباب المنقب عن الذهب، و حالاتالذي يتم احتجازهم و اختطافهم في سجون البوليساريو تحت حماية الدولة الجزائرية، و سياسة التجويع الممنهج التي تخضع لها ساكنة المخيمات نتيجة نهب و سرقة المساعدات الإنسانية…وغيرها من العوامل أكيد أنها تساهم في تغذية الإرهاب والتنظيمات الجهادية بشباب المخيمات الذي و أمام هذا الوضع يجد نفسه مجبراً على الهروب نحو هذهالتنظيمات التي يعتبرها “أرحم” من مليشيات البوليساريو و ممارستها الحاطة من الكرامة الانسانية.
مقال الباحثين الألمانيين الذي دق ناقوس الخطر داخل أوروبا يشير بشكل واضح و مباشر إلى تنامي الأصوات داخل الغرب المحذرة من هذا الترابط العضوي بين تنظيم البوليساريو و التنظيمات الجهادية التكفيرية و هو ترابط لا يتأثر فقط بمختلف العوامل التي تساهم في تزايد حالات اليأس و الإحباط في صفوف شباب المخيمات بل أيضا بالحالة التي تحول فيها هؤلاء الى عنصر تهديد لأمن أوروبا بضربات ارهابية و بورود دعوات الإشادة به و هي دعوات لن تتوقف مادام تنظيم البوليساريو غير مدرج ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية العالمية، و مادام مستمرًا في سياسته الممنهجة الموجهة لساكنة المخيمات التي تدفع إلى الانتحار بالارتماء في أحضان التنظيمات الإرهابية الداعشية التي أصبحت تتعاطى مع المخيمات كمشتل و منبع أساسي يتم فيه إعداد شباب معطوب اجتماعيا و نفسيا و يائس مؤهل لتقبل الفكر الإرهابي خاصة و أن ايدولوجيا تنظيم البوليساريو لا تختلف في اهدافها عن الايديولوجية التي تصنع الإرهاب فكلاهما يستندان على الاحباط و الاستدراج و التجنيد القسري للأطفال و اغتصاب النساء و تحويل المدنيين لذروع بشرية و هي كلها عوامل لا تضع أي فوارق بين تنظيم مليشيا البوليساريو و التنظيمات الارهابية.
تعليقات
0