حمزة ابراهيمي
1) إعلام التدجين
ان الصراحة و الوضوح في الخطاب و المواقف السياسية هي مسألة جوهرية في الممارسة السياسية النبيلة التي ينبغي لها معالجة القضايا و الظواهر و الاحداث الاجتماعية بمنطلق عقلاني و تحليلي بعيدا عن الغلو و التعصب و استمالة العواطف عبر دغدغة المشاعر بمواقف الممانعة و الشعارات الرنانة التي تبقى حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي، لهذا فلغة المظلومية الممزوجة بنظرية المؤامرة التي اضحت للأسف الشديد ما يبحث عنه مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي و الاعلام عموما تسعى لخلق موقف الضباع و تدجين الرأي العام بأموال الدعم السخي لأطراف بعينها بأموال الاسلام السياسي، تخدم ولاءاتها السياسية و مصالحها الإشهارية، الهادفة الى صناعة التوازنات الجيو السياسية و الماكرو اقتصادية بمنطقة جد حساسة و استراتيجية، و لو خلف ذلك مآسي و مجازر و تهجير.
دعونا نضع شرطا، ان الموقف السياسي لا يمكن ان نتفق فيه جميعا و لا يمكن ان يكون فيه اجماع كوني حول التقدير و التحليل لأحداث معينة و في مقدمتها ما جرى يوم 7 اكتوبر 2023 بغزة، حيث ان الفلسطينيين انفسهم في القطاع، الضفة الغربية و عرب الداخل و على رأسهم عرب 48 و فلسطينيو المخيمات العربية و في الشتات حول العالم انقسموا حول تقدير هجوم طوف ان الاق صى و نتائجه بين مؤيد و معارض حسب اللون السياسي و الانتماء الايديولوجي و حتى العقائدي ( البعد و القرب من التحالفات السياسية بقطاع غزة و فليسطين عامة ) . لكن المحوري ان طوف..ان الا قصى لم تحظى اهدافه و لا نتائجه بإجماع داخلي بين اهل الضفة و القطاع و بين المكونات السياسية و الفصائلية الفلسطينية و بين السلطة و المقا و مة.
لقد اضحت مواقف العديد من بني جلدتنا تستلهم خطابها و حججها من القضايا و الاحداث التي تستدعي اهتمام و انشغال المغاربة، من ما يتم بلورته و تصريفه في قنوات المشرق العربي من خطب و مواقفها يتم اقتطاعها من سياقها المجالي و خير مثال على ذلك، ما تم تحميله بوسائل الإعلام القادمة إلى المغرب ابان انقلاب تركيا و احداث مصر الخ… مواقف تريد فقط الانتصار لنزاعتها السياسية و مصالحها الضيقة و لو على حساب لحمة و وحدة و مصالح المجتمع المغربي.
2) غزة كما تازة .. مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية
ان ارادتنا الشعبية و الرسمية ملكا و شعبا و حزبا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كانت دائما و ستضل الى جانب الإخوة و الأخوات الفلسطينيين بكل وسائل الدعم و المساندة و المآزرة ماديا و اجتماعيا و معنويا، و خير مثال على ذلك ان المغرب هو البلد الوحيد الذي تمكن من خلق جسر بري لنقل المساعدات و انشاء مستشفى ميداني داخل القطاع ابان اشتداد القتال.
كما أن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية موقفا ثابتة و تاريخية متقدمة في جميع أدبياته و مقرراته، منذ التأسيس الى اليوم كانت موافقه في دعم القضية الفلسطينية تعطى بها المثال ، باعتبارها اولا و قبل اي شيء قضية إنسانية عادلة لشعب محتل، تربطنا به اواصر الدم و العرق و اللغة، و لطالما احتلت الاحداث و القضايا المرتبطة بفلسطين الصادرة في مداولات اجتماعات المكتب السياسي و المجلس الوطني و المحافل و المؤتمرات الدولية و الوطنية التي يحضرها الاتحاديون و الاتحاديات حيث كان على سبيل المثال لا حصر مناضلو و مناضلات و قيادة الحزب و هيئاته الموازية في طليعة المسيرات الشعبية المليونية.
فقبل اصدار الاحكام و نصب المشانق لمصادرة الافكار و المواقف، هذا النمط الذي تبتغي ان نفكر جميعا في قالب واحد حسب مصالحه و ان نقول ” امين .. باع” بلحن واحد!! اسئلوا و ابحثوا بعقولكم النيرة، كم من مرة اصدر فيها حزب الاتحاد الاشتراكي مواقف واضحة و صريحة حول القضية الفلسطينية؟! بلغة داعمة واضحة دون مواربة او ركمجة على مر ستين سنة الماضية ، وكم من استقبال و اجتماع رسمي مع الفصائل الفلسطينية و ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية؟! سواء داخل المغرب او خارجه و كيف يدافع الحزب عن قضايا الشعب الفلسطيني؟! في المحافل الدولية و على رأسها الأممية الاشتراكية، كما يدافع عن قضايا و آمال المغاربة قاطبة، و كم من مؤتمر و لقاء للحزب و / او تنظيماته الموازية كان حضور فلسطين و رموزها و اعلامها و شعاراتها عنصرا مركزيا؟!!
ان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سليل احزاب الحركة الوطنية التقدمية و الحداثية التي تعتبر قضايا تحرير الشعوب معركة إنسانية لا يمكن التنازل عنها فما بالكم بقضيتنا الام..
3) حم..اس حزب سياسي له طموح التحكم و ليس حركة مقاومة لوحده
ان اختزال فكرة المقاومة و الدفاع عن الارض و السعي نحو تحرير فلسطين في منظمة بعينها تعلن ان امتدادها السياسي العلني و الأيديولوجي هو الحركة الإسلامية، و على التحديد الاخوان المسلمون، هو الغاء للتنوع السياسي و الأيديولوجي السائد في فلسطين. فالمقاومة الفلسطينية اقدم و اعرق من نشأة حما. س التي تأسست أواخر الثمانينات في منطقة محصورة جغرافيا، بهوية مذهبية إخوانية الرافضة لاتفاقية كامب ديفيد و اوسلو الأولى، كان هدفها و لازال كأي حزب منغلق ترمي الى السيطرة السياسية على القطاع لمواجهة مد المقاومة الفلسطينية الطبيعية ذات الامتداد التقدمي و الحداثي.
فالمقاومة الشعبية الفلسطينية العريقة و الاصيلة منذ 1948 او منذ مقاومة الانتداب البريطاني تضم عشرات الفصائل من مختلف المشاريع و المشارب السياسية، منها التقدمي و الاشتراكي و الليبرالي و القومي و عرب 48، و الاسلامي، رغم ما قدمته لقضيتنا العادلة من تضحيات و دروس تاريخية و ملاحم خلدها التاريخ. و هي للأسف الشديد لم تحظى بالمواكبة و الدعم الاعلامي في هذه المرحلة كما حظيت به حماس المدعومة بأموال و اعلام الاسلام السياسي الإخواني الذي فشلت مشاريعهم في جميع الدول العربية، و يعتبر قطاع غزة اخر حصونه و معاقله.
ان اقدام قيادة حم..اس على معركة 07 اكتوبر 2023، رغم ايماننا الشديد بعادلة قضيتنا التحررية، غير انها كانت خطة في تقدير الجميع بمن فيهم أعضاء الفصائل الفلسطينية متسرعة و غير محسوبة العواقب، اتخذ قرارها و نفذت هجماتها بشكل منفصل عن باقي الفصائل الفلسطينية، مما يطرح العديد التساؤلات حول هدف القيادة الحمساوية من العملية، و هل كان فعلا نضاليا ام حربا لإعادة تموقع الحركة لأهداف و مبتغياة سياسية سنفصلها في قادم السطور.
المغالاة و الطوباوية امران مكروهان في السياسية.. فهي الجدلية المرتبطة التحليل العقلاني و للواقع الملموس، و عليه فجميع الاسئلة المرتبطة بالتخطيط و تنفيذ لهاته لعمليات 07 اكتوبر، (التي تمت نسبتها جميعها الى حماس)، صورت الحركة على انها المقاومة الوحيدة و الفاعل الاوحد في الميدان، علما انها في ذات الوقت، حزب له طموح سياسي في تحمل المسؤولية و الحكم. و
تعليقات
0