المعطلون بالمغرب يخلدون، عن بُعد، الذكرى 27 لغياب مصطفى حمزاوي، ويجددون مطالبتهم بالكشف عن قبره
أحمد بيضي
السبت 16 مايو 2020 - 04:00 l عدد الزيارات : 3224
أحمد بيضي
منذ عام 1993، تشاء الصدفة “اللعينة” أن يتواصل زمن احتفال الأمن المغربي بعيد ميلاده مع نفس الزمن الذي لفظ فيه شهيد المعطلين، مصطفى حمزاوي، أنفاسه الأخيرة بمخفر للشرطة بمدينة خنيفرة، إذ رغم ظروف شهر رمضان والحجر الصحي، وحالة الطوارئ التي تعرفها البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا، اختار المعطلون، على المستوى الوطني، إلغاء النزول كالعادة إلى خنيفرة، مقابل إعلان المكتب التنفيذي ل “الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب“، عن قرار “تخليد الذكرى 27 لشهيد الجمعية”، عن بُعد، مع دعوته للمعطلين في الفروع، وقدماء المعطلين، ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعموم الإطارات الديمقراطية والتقدمية، والمتعاطفين مع الجمعية، للتفاعل رقميا مع الحدث.
وفي هذا الصدد، دعا المكتب التنفيذي للجمعية إلى إنجاح محطة الذكرى التي يجري تخليدها، هذه السنة، من داخل الحجر الصحي، على مدار أيام الجمعة، السبت والأحد 15، 16، 17 ماي 2020، تحت شعار: ” نضال مستمر ومتواصل من أجل الكشف عن الحقيقة وراء اغتيال مصطفى حمزاوي، والكشف عن قبره، ومعاقبة الجناة”، وذلك عبر المساهمة في التعريف بقضية المعني بالأمر،مع مشاهدة ونشر فيديو مصور، من إعداد المكتب التنفيذي للجمعية، يوثق لأهم محطات تخليد الذكرى السنوية لمصطفى حمزاوي، والعمل على تعميم كلمة المكتب التنفيذي المقدمة بالمناسبة، على أن يتم تتويج البرنامج بندوة رقمية، يومه السبت 16 ماي 2020، انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف ليلا، عبر الصفحة الرسمية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة خنيفرة، تشهد يوم 16 ماي من كل سنة، وقفات ومسيرات لمعطلي المغرب، ومن حين لآخر لا تمر هذه الأشكال بسلام، حين تتم مواجهتها بحالات من الاستنفار والإنزال الأمني المكثف، وأمام كل إصرار للمتظاهرين على تنفيذ أشكالهم النضالية، يقع “الاصطدام” والتعنيف، بينما لا تتوقف حناجر المتظاهرين عن ترديد شعاراتهم وهتافاتهم الغاضبة والقوية، التي ينددون فيها بالسياسة الممنهجة في مجال التشغيل، وبالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وأخرى منددة بالقمع والاستبداد والتضييق على التظاهر السلمي، فيما لا يفوتهم التقدم بكلمات ينتقدون في مجملها سياسات التفقير والإقصاء الاجتماعي ومظاهر الفساد والخيارات اللاشعبية واللاديمقراطية، بينما تتقدم الفعاليات المحلية بكلمات لها بالمناسبة.
ويذكر أن المعطل مصطفى حمزاوي كان قد تعرض لعملية اختطاف من الشارع، خلال منتصف ماي 1993 بخنيفرة، ولم يعلم أحد من زملائه ولا أفراد أسرته بأية أخبار عن مصيره إلى حين توصلهم بنبأ وفاته، وهو في ضيافة الشرطة، وحاول “المتهمون” حينها نفض أيديهم من الورطة بالادعاء أن الضحية “انتحر”، وللتعجيل بتطويق الأزمة، تم ترجيح كفة خيار القمع عبر إنزال غير مسبوق للقوات العمومية بمحيط المستشفى الإقليمي، حيث توجد جثة المتوفى بمستودع أمواته، ما أدى إلى وقوع مطاردات واشتباكات ومواجهات، سجلت وقتها موجة من الاعتقالات والمحاكمات، ولم يكن متوقعا أن تختفي جثة المتوفى المذكور، بناء على تعليمات قضائية أعطيت لأجل التخلص منها، بأية طريقة، ودفنها بمكان ما يزال مجهولا.
تعليقات
0