أعلن رئيس الوزراء إليكسيس تسيبراس، الأربعاء 25 يوليوز، الحداد لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، الحرائق المهولة التي اندلعت في محيط أثينا، مخلفة مقتل 74 شخصا على الأقل وفق آخر حصيلة صدرت الثلاثاء 24 من الشهر الجاري.
وفي الوقت الذي تواصل فيه أجهزة الإطفاء في اليونان جهودها من أجل السيطرة على الحرائق أثينا، قال المتحدثة باسم جهاز الإطفاء “ستافرولا ماليري”، أن الحصيلة المعلن عنها غير نهائية، مشيرا إلى أنه ما يزال نحو مئة عنصر إطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين في الساحل الشرقي من منطقة إتيكي التي أتت عليها النيران مساء الاثنين 23، حيث حددت الحصيلة سابقا في ستين قتيلا.
وفضلا عن ارتفاع حصيلة الحرائق حول أثينا يوم الثلاثاء إلى 74 قتيلا، كما أعلنت أجهزة الإطفاء، تعيش البلاد صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم أطفال.
واعتبرت السلطات اليونانية الحرائق الحالية الأشد ضررا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلا في العام 2007، حيث أسهمت سرعة الرياح التي فاقت 100 كلم في الساعة، في انتشار لهب النيران، التي اشتدت شرارتها مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
وشبت النيران بمحطة ماتي البحرية التي تبعد حوالى أربعين كلم شرق أثينا، حيث عثر على 26 شخصا متفحمين ومتشابكين مجموعات “في محاولة أخيرة لحماية أنفسهم”، كما قال أحد عناصر الإنقاذ فاسيليس أندريوبولوس.
وأكد رئيس بلدية مرفأ رافينا القريب، إيفانغيلوس بورنوس أن “ماتي لم تعد موجودة”، محصيا “أكثر من ألف مبنى و300 سيارة” لحقت بها أضرار، وما زالت النيران تنبعث منها. فيما أحصت الحكومة 172 جريحا بينهم 16 طفلا، منهم 11 في حالة خطرة.
ونقل حوالي 715 شخصا عبر البحر إلى رافينا، فيما تنظم السلطات والمتطوعون تحركاتهم لمساعدة المنكوبين، من خلال جمع وتوزيع الماء والمواد الغذائية والألبسة، فيما نقل المشردون إلى الفنادق.
وقال رئيس الوزراء إليكسيس تسيبراس، الذي اضطر إلى اختصار زيارته إلى البوسنة، في رسالة تلفزيونية الحداد الوطني ثلاثة أيام: “اليونان اليوم في حداد”.
وأشار المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تزاناكوبولوس إلى “اندلاع 15 حريقا متزامنا على ثلاث جبهات مختلفة في أتيك”، ما حمل اليونان على طلب طائرات بدون طيار من الولايات المتحدة “لمراقبة أي نشاط مشبوه والكشف عنه”.
هذا وحصلت اليونان التي استعانت بالآلية الأوروبية للحماية المدنية على المساعدة خصوصا عبر الوسائل الجوية من فرنسا وإسبانيا وإسرائيل وبلغاريا وتركيا وإيطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما توالت رسائل التعزية من الخارج.
