دورة جماعة مكناس عادية وسط أجواء صاخبة واستثنائية.

22٬588

يوسف بلحوجي

اعتبر د.محمد قدوري تدخل رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة مكناس انتهاكا لحرمة مؤسسة دستورية وخارج الزمن المغربي يذكر بعهود اعتقد المغاربة أنها ولت من غير رجعة، وطالب بسحب تهديداته غير المبررة. جاء ذلك خلال أشغال دورة فبراير العادية التي انطلقت في أجواء مشحونة زاد في إذكاء لهيبها رئيس قسم الجماعات المحلية الذي قال بلغة صارمة وتهديدية أن العمالة لاحظت خروج أعضاء جماعة مكناس عن مناقشة نقط جدول أعمال الدورات وأن العمالة تطالبهم بالامتثال للنقط المدرجة وإلا ستكون مجبرة باتخاذ الإجراءات والتدابير في حق كل من يخالف ذلك، ما جعل اليسار ممثلا في الاتحاد الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد وفدرالية اليسار يتصدى له بالقوة الحازمة والصارمة.

وفي نفس السياق تساءل عبدالوهاب البقالي عن الاشتراكي الموحد أين كان عامل عمالة مكناس حين قال أحد أعضاء المجلس وفي دورة علنية أن أنس يطالبون رجال الأعمال بمئات الملايين للحصول على رخص البناء أو المطابقة لتظهر له فجأة ضرورة التقيد بنقط جدول الأعمال، وتهكم قائلا ” كتبوا لنا ما نقوله وصافي”.

من جهة أخرى انتقد د.محمد قدوري خلال مداخلته في أشغال دورة فبراير التسيير الانفرادي والارتجالي للرئيس ما نتج عنه بلوكاج حقيقي لفترة تزيد عن سنة ونيف، ضاع معها حلم ساكنة مكناس حين بدت لها بوادر القطع مع الفساد حلت وأن الوضوح في التسيير والتدبير أطلت، وأن المصلحة العامة ستكون في صلب أولويات المجلس، إلا أن ظنها – يقول – د.قدوري – خاب بعد أن ظهر البناء المغشوش لأغلبية غير منسجمة تفتقد لرؤية واضحة، تطغى عليها الذات وتنتفي فيه المصلحة العامة ما جعل المجلس يتيه في متاهات، والمدينة تعيش شللا حقيقيا على كافة المستويات – ضعف الإنارة العمومية – تدهور وهشاشة الشبكة الطرقية – الإهمال التام للحدائق والمساحات الخضراء – ضعف خدمات النقل الحضري- تنامي احتلال الملك العمومي – الضغط الكبير للسير والجولان بالمدينة …. بالإضافة إلى ضعف الخدمات المقدمة للمرتفقين وتدخل غرباء في فك شفرات رخص البناء وأشياء أخرى، وغياب تام لاهتمامات المجلس بالجانب الثقافي والرياضي اللهم الدعم والشراكات غير المؤسسة التي تطغى عليها سياسة “باك صاحبي”.

وفي ظل الاتهامات والاتهامات المضادة تحدى رئيسمجلس العمالة والعضو بجماعة مكناس الرئيس المنتمي لحزبه (الحمامة) أن يتابع الشكاية التي تقدم بها ضد عضو اتهم في جلسة علنية للمجلس بأن سماسرة ووسطاء يتدخلون من أجل الحصول على رخص السكن أو المطابقة بمئات الملايين، وأنه يسحب منه الثقة طالما لم يبرئ نفسه من هذه التهمة المباشرة.

ويبدو أن جماعة مكناس لن تكون لها طائلة، وستعيش على إيقاع الانقسامات تارة والتحالفات الهشة تارة أخرى، يستفيد منها أصحاب “الهمزة” الذين ينتعشون مع اقتراب كل دورة، الأمر الذي نبه له د.محمد قدوري حين نبه في تدخله جميع الأطراف بحجم المخاطر المحدقة بالجماعة بالنظر إلى ضعف مواردها والتساهل في استخلاصها نتيجة التسيير والتدبير الفاشلين، وطالب الجميع بالتحلي بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وذلك من أجل توفير مناخ سليم يمكن من إجراء حوار شامل يتسع لكل من يريد الخير لمكناس من أجل وضع تصور واضح ننتقل به من وحدة الموقف إلى وحدة التصور، للنهوض بالمدينة على كافة المستويات.

error: