محنة المغاربة مع المصاريف اليومية التي لاتنتهي..

66٬822

محمد رامي

الزيادات الأخيرة في أسعار مجموعة من المواد الغذائية تحت أي مبرر من المبررات تعيد إلى الواجهة مشكل ارتفاع تكلفة المعيشة بالمغرب وضعف القدرة الشرائية للمواطن في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه فئة كبيرة من الشعب المغربي.

الزيادات الأخيرة انعكست بشكل كبير على أثمنة السلع والمواد الغذائية الأكثر استهلاكا والتي كانت إلى وقت قريب تشكل الملاذ الوحيد لضمان الأمن الغذائي للمواطن البسيط،  الأمر الذي عمق من المشاكل المادية لغالبية الأسر المغربية والتي عجزت عن مواجهة موجة الغلاء خاصة أنها تزامنت مع شهر رمضان ثم مناسبة عيد الفطر وما يتطلبه من مصاريف وبعده عيد الأضحى دون الحديث عن مصاريف التنقل والمدرس والاستشفاء واللائحة الطويلة لتحملات مالية لاتنتهي…

مصاريف القفة هي التي تلقي بثقلها على المصروف الشهري، فالتغذية هي تحملات يومية و لايمكن الاستغناء عنها مهما ارتفعت تكلفتها.

بعملية حسابية بسيطة لتكلفة القفة بالنسبة لأسرة متوسطة الدخل مكونة من خمسة أفراد لاتقل عن  200 درهم في اليوم الواحد وهي التكلفة التي تفوق بكثير في الشهر الواحد الحد الأدنى للأجور الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن الطريقة التي تتدبر بها فئة كبيرة من المواطنين أمورهم المعيشية.

أمام هذا الوضع ومن أجل ضمان تغطية باقي المصاريف الأخرى يتم الضغط على مصاريف القفة من خلال محاولة تقليصها إلى أقل مستوى لها مع محاولة ضمان التغذية اليومية.

هذه المعادلة تبدو صعبة في الوقت الحالي ولاعلاقة لها بحنكة ربة البيت (مولات الدار) في الاقتصاد وقدرتها على التقشف من خلال الإستغناء عن الكماليات والاقتصار فقط على أهم الضروريات من المواد الغذائية .

فقد ولى عهد الاستغناء عن اللحوم الحمراء وتعويضها بلحم الديك الحبشي (بيبي) أو الدجاج ، ولى زمن اعتبار اللحوم  مجرد مادة لإعطاء البنة وليس للأكل بالنسبة لعدد كبير من العائلات لكون لهيب الأسعار مس أيضا باقي المواد الغذائية بما فيها الخضر الأكثر استهلاكا بما فيها تلك التي كانت ملاذا للأسر ، دون الحديث عن حضور الفواكه في موائد مجموعة كبيرة من المغاربة والذي أصبح أمرا غير وارد، وإن تحقق فبشكل موسمي فقط،. كما أن بعض الأنواع من الفواكه محرم عليها الظهور فوق موائدهم.

الحديث عن مصاريف القفة بشكل عام يستحيل ضبطه في معدل واحد قار، فلكل واحد قفته، وتكلفة المعيشة تختلف ليس فقط حسب الطبقات الاجتماعية بل داخل نفس الطبقة أيضا.

مصاريف القفة لا تضاهيها إلا مصاريف فواتير الماء والكهرباء والتي، وبالرغم من المحاولات الحثيثة للإقتصاد فيها بالنسبة للفئات المتوسطة الدخل أو الضعيفة، إلا أنها تنزل بثقلها نظرا للزيادات المتتالية فيها والتي تكون غالبا غير مبررة.

هي محنة يومية مع مصاريف لاتنتهي، مصاريف لاتترك مجالا للأسر المغربية للاذخار، فموجة الغلاء تأتي على كل الأجرة الشهرية وتفتح باب الإستدانة على مصراعية وتلك حكاية أخرى…

على الهامش…

 بلغ معدل التضخم 9,4% في الربع الأول من 2023 مقابل 4% في الفترة نفسها من العام الماضي حسب المندوبية السامية للتخطيط.

وازداد التضخم مع الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات الغذائية (18,2%) في شهر رمضان الذي عادة ما يرتفع فيه مستوى الاستهلاك.

error: