المعرض الدولي للنشر والكتاب.. لقاء احتفائي بالكاتبة الملغاشية ميشيل راكوتسون

26٬803

 جرى اليوم الأحد بالرباط، تنظيم لقاء احتفائي بالكاتبة الملغاشية ميشيل راكوتسون احتضنه جناح وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم إلى غاية الـ 11 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وخلال هذا اللقاء، قامت ميشيل راكوتسون، الفائزة بجائزة الكتاب البرتقالي في إفريقيا لعام 2023، وهي صحفية وناشطة وكاتبة مسرحية وأستاذة في الأدب، وحاصلة على شهادة في علم الاجتماع، باستعراض المراحل الرئيسية التي ميزت مسارها المهني والشخصي، بالإضافة إلى تفاصيل مهمة عن التاريخ الاستعماري لمدغشقر.
وقد أبرزت راكوتسون بصفتها شغوفة بالقراءة، أنها لا تستطيع تصور نفسها بدون كتاب بين يديها، وقالت إنها تمكنت من اكتشاف عالم الثقافة والأدب منذ سن مبكرة، وذلك بفضل والديها وبيئتها العائلية.
وتعتبر الكاتبة الملغاشية نفسها بأنها “ثنائية الثقافة”، حيث أنها ترتاد المدرسة الفرنسية وتكتب كتبها باللغة الفرنسية، لكنها تظل مرتبطة بلغتها الملغاشية الأم، التي تتحدثها بمجرد عودتها إلى بلدها.
كما أوضحت ميشيل راكوتسون أنها أمضت عشر سنوات في كتابة أحدث إصداراتها بعنوان ” Ambatomanga, le silence et la douleur ” (أمباتومانجا، صمت وألم)، بعد أن تعمقت كثيرا في وثائق من أرشيفات ملغاشية وفرنسية، وبفضلها تمكنت من تعزيز روايتها بشهادات مؤثرة.
وقد أعربت الكاتبة الملغاشية عن استيائها من الصمت الذي يسود حول الاستعمار والجيش الاستعماري والتجانس الذي يعيشه عالم النشر، مشيدة بدار نشرها، قائلة إنها مصممة على “اكتشاف الواقع لمعرفة التاريخ بشكل أفضل”.
ودعت الناشطة إلى “الحق في النظر والرد” على المستعمر، وإلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الولوج إلى الكتب وتحرير الأدب الملغاشي، مشيرة إلى أن المؤلفين الملغاشيين الشباب ليسوا معروفين جيدا.
وأعربت السيدة راكوتسون، ، رئيسة “Opération Bokiko”، وهي جمعية تدعم النشر في مدغشقر، عن سعادتها كونها تستطيع الاعتماد على الشباب الملغاشي القادرين على حمل الشعلة لضمان توزيع الكتب عبر القنوات الرقمية، معربة عن شكرها لجائزة الكتاب البرتقالي في إفريقيا 2023 لمساعدته على “تحطيم السقف الزجاجي”.
وبالعودة إلى عمل جمعيتها، أوضحت الرئيسة أنها تعمل من أجل توزيع أفضل للكتب في مدغشقر ولتنمية “الثقافة المحلية”، خصوصا الكتب المكتوبة بلغتين، الفرنسية والملغاشية.
وولدت ميشيل راكوتسون عام 1948 في أنتاناناريفو، عاصمة مدغشقر، من أب صحفي وأم تعمل في مكتبة، وكان لديها شغف بالكلمات والأدب منذ الطفولة. في عام 1983، غادرت مدغشقر إلى باريس وعملت كصحفية، في راديو فرنسا الدولي، حيث أصبحت مسؤولة عن الأحداث الأدبية. في عام 2008، تفرغت بالكامل بمشروع “Opération Bokiko”، والذي تسعى لإنعاش وتعزيز النشر والقراءة في مدغشقر.
قدمت أعمالها المسرحية الشهيرة، والتي ترمز للثقافة الملغاشية، في أوروبا وإفريقيا وأمريكا، بينما تمزج أعمالها القصصية والروائية بين الأساطير والتقاليد، مع إبراز الحقائق المعاصرة لمدغشقر.

error: